أكد الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أن المغرب يعد شريكا مهما للمنظمة، مشيرا إلى أن المملكة ساهمت بشكل كبير في إرساء المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف. ويستعرض المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف، الذي جرت المصادقة عليه في نونبر 2010 من قبل قمة لشبونة، رؤية التحالف للعشرية المقبلة التي تهم، على الخصوص، الدفاع عن الدول الأعضاء في الحلف، وتدبير الأزمات الأكثر صعوبة، واعتماد تشاور أكثر فعالية مع المنظمات والبلدان الأخرى، ومن بينها المغرب، لتعزيز الاستقرار الدولي. وأكد راسموسن، خلال لقاء نظم، يوم الأربعاء المنصرم، في بروكسيل، مع صحافيين مغاربة، هو الأول من نوعه، الذي تنظمه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن "المغرب يرغب في تطوير شراكته مع حلف شمال الأطلسي بشكل عملي، وحوارنا السياسي مع المملكة يعد إيجابيا". ونوه الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي، من جهة أخرى، بمساهمات المغرب، التي "تحظى بالتقدير الكبير" في بعثات حفظ السلام، تحت إشراف المنظمة في منطقة البلقان، والبوسنة، والهرسك، وكوسوفو، حيث ما تزال تنتشر فرق من القوات المسلحة الملكية، فضلا عن نشاطه من أجل الحفاظ على الاستقرار في منطقة المتوسط. وفي معرض حديثه عن الوضعية في منطقة الساحل والصحراء، أكد راسموسن أن حلف شمال الأطلسي يتابع تطوراتها ب"قلق"، موضحا أن الحلف يعمل على تعزيز علاقات التعاون الفعالة والمتينة مع شركائه، سيما المغرب، بهدف مواجهة التحديات الجديدة التي تهدد السلام والاستقرار الدوليين، ومن بينها الإرهاب والقرصنة عبر الأنترنت، والجريمة المنظمة والاتجار بالأسلحة والبشر. وأبرز الأمين العام للحلف، في هذا السياق، أن الحلف يعتمد على التعاون مع شركائه في مجال تبادل المعلومات وتكوين القوات المسلحة وحفظ الأمن. من جهته، اعتبر الأميرال جيامباولو دي باولا، رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (العسكريون الدوليون)، أن المغرب بلد ينخرط بشكل متزايد مع الحلف في المنطقة المتوسطية، معربا عن الأمل في أن تواصل المملكة عملها بكوسوفو (عملية حفظ السلام) وبالمتوسط، وتقديم المساعدة الضرورية للمنظمة حتى تتمكن من تعزيز موقعها بالمنطقة، ومن حماية السلام والأمن بها. وسجل، من ناحية أخرى، أن الوضع بمنطقة الساحل والصحراء يعد مشكلا بسبب الأنشطة الإجرامية والأعمال الإرهابية التي تشهدها. وقال الأميرال دي باولا إن "حلف شمال الأطلسي مستعد لتقديم مساعدته لكل بلد يعرب عن الرغبة في ذلك، وفقا لرؤيته". وإلى جانب الأميرال دي باولا، قدم نيكولا دو سانتيس، رئيس قسم البلدان الأعضاء في الحوار المتوسطي ومبادرة إسطنبول للتعاون، عرضا حول التحولات التي يعرفها حلف شمال الأطلسي والانفتاح على بلدان المتوسط والشرق الأوسط، خلال هذا اللقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، الذي حضره، على الخصوص، رئيس بعثة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، المنور عالم. يشار إلى أن المغرب، الذي يستفيد من وضع شريك لدى الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، يعد أول بلد يعين ضابطا للاتصال لدى خلية التنسيق والشراكة في شيب (مونز)، وضابطا للاتصال في نورفولك. وبخصوص التوافق، يحتل المغرب موقعا رياديا بالنظر إلى تقليده في مجال عمليات حفظ السلام بالعديد من مناطق العالم: إفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وهايتي، والبلقان. وتبقى مشاركة المغرب في عمليات يقودها حلف شمال الأطلسي بالبوسنة والهرسك، وكوسوفو، والمتوسط، علامة متميزة جدا عن مدى الانخراط الملموس للمملكة.