رغم أنه لم يكن يفضل أن يرى الناس دموعه على الشاشة عندما استضافته الإعلامية منى الشاذلي في برنامجها «جملة مفيدة» على قناة «إم بي سي»، فإنه مندهش ممن يلومونه على تلك الدموع، ويصرخ: «أنا إنسان ولست سوبرمان». الفنان هشام سليم يتحدث عن بناته اللواتي لم يتمالك دموعه عليهن، والصورة الخاطئة التي نقلتها لهن عنه زوجته الأولى. كما يتكلم عن برنامجه »حوار القاهرة« الذي يخوض به تجربة التقديم التلفزيوني، ويكشف حقيقة ما تردد عن خلافه مع يسرا، وآراءه في الإعلاميين باسم يوسف وعماد أديب وحافظ الميرازي وإبراهيم عيسى ويسري فودة، وسر ابتعاده عن التمثيل وما قيل عن اعتزاله. { لماذا اتخذت قرار العمل مذيعا في الوقت الحالي رغم رفضك عروضا سابقة؟ بالفعل تلقيت الكثير من العروض لتقديم برامج على القنوات الفضائية وخوض هذه التجربة منذ فترة طويلة، لكن للأسف كل العروض لم تكن مناسبة، ولهذا اضطررت للاعتذار، إلى أن تم ترشيحي لتقديم برنامج »حوار القاهرة« الذي وجدته مناسبا بشكل كبير لما أرجوه، لهذا لم أتردد في قبوله. { كان هناك مشروع لبرنامج سابق أعلنت ترحيبك به وفجأة عدت واعتذرت عنه، فما السبب؟ لأن صناع البرنامج السابق لم يحترموني بالشكل المناسب، وعلى العكس أهدروا وقتي في الكلام والمماطلات والمناقشات التي ليس لها أي فائدة. وظل القائمون على المشروع يتحدثون ويرسلون لي أشخاصا آخرين يتحدثون في الموضوع، والنتيجة لم تسفر إلا عن ضياع وقتي. ثم فوجئت بهم يسألونني عن طلباتي من حيث الأجر، ووقتها رفضت تحديد المبلغ، وقلت لهم أنتم طلبتموني للعمل معكم لهذا عليكم أن تحددوا الأجر بأنفسكم، وبعد فترة طويلة عادت الجهة نفسها لتطلب مني أن أقدم البرنامج، لكني قلت لهم أنا اعتذرت عن هذا البرنامج ولن أعمل معكم، لأن هذه الجهة لم تتعامل معي بالأصول. { ولماذا اخترت برنامج «حوار القاهرة» بالتحديد؟ القائمون على برنامج «حوار القاهرة» تعاملوا معي بقدر عال جدا من الرقي، وتحدثوا معي بشكل محترم، وأكدوا لي أنهم يريدون أن ننجح معا من خلال الاحترام المتبادل. وكل ما اتفقنا عليه قاموا بتنفيذه على الفور دون أي مماطلة أو تعطيل، وهذه هي الطريقة التي أبحث عنها وأحب أن أتعامل بها في كل أعمالي الفنية، لكن للأسف لم أعد أجدها إلا نادرا جدا. { كم من الوقت حصلت عليه لتحسم موقفك من هذا البرنامج؟ أعتبر هذا البرنامج من أسرع الأعمال التي قبلتها، فالإتفاق لم يستغرق سوى ربع ساعة، لأن القائمين على قناة »سكاي نيوز« كانوا على قدر عال من الوضوح والشفافية، واكتشفت أنهم يبحثون عن النجاح الحقيقي، كما أنهم على قدر عال من الأدب والذوق. { هل تدربت على العمل كمذيع؟ نعم تدربت، بل وكنت حريصا على هذا، خاصة أنها أولى تجاربي في العمل كمذيع بعد مشواري الطويل في مجال التمثيل. { هل رصدت الفضائيات للتعلم من إعلامي بعينه قبل إطلاق برنامجك؟ التدريب لم يكن بهذا المعنى، بل عقدت جلسات عمل مع فريق البرنامج وتدربت على كيفية تلقي المداخلات الهاتفية، إلى جانب التدرب على عدم الانفعال والتزام الحياد وعدم مقاطعة الضيوف، ومنحهم الفرصة الكاملة للتحدث وإيصال الفكرة. { كيف ترى الاتهامات التي يتم توجيهها دائما إلى الإعلام بعدم الحياد وإشعال الفتنة؟ ليس من المقبول تعميم الاتهامات على كل البرامج والإعلاميين، فكل إعلامي مسؤول أمام المجتمع عن المادة التي يقدمها للناس. وللأسف هناك برامج تشعل الفتنة ولا تتعامل بحياد، لكن على الجانب الآخر نجد إعلاميين على قدر عال من الحياد والنزاهة والوطنية أيضا، فمن الصعب أن نتهم الإعلام كله بالفتنة أو عدم الحياد. { من هم الإعلاميون الذين تحب متابعتهم؟ هناك عدد من الإعلاميين أستمتع بمشاهدة برامجهم، ومن بينهم إبراهيم عيسي فهو شخص متميز جدا، وأتابعه منذ معارضته النظام السابق وأحترمه كثيرا، لأنه في وجهة نظري نموذج للمعارض الحقيقي الذي لم تتبدل مواقفه مثل كثيرين، ولم يخش القوى المختلفة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإعلامي عماد أديب وبرنامجه «بهدوء»، فهو إعلامي مثقف وهادئ وواثق من نفسه ولا يلجأ إلى الصوت العالي. وأحب أيضا متابعة برنامج الإعلامي حافظ الميرازي «بتوقيت القاهرة» فهو على قدر عال من الاحتراف والحياد، والإعلامي يسري فودة وبرنامجه «آخر كلام»، فهو نموذج للإعلامي الوطني الجريء صاحب الأسلوب المختلف. { وما رأيك في برنامج «البرنامج» الذي يقدمه الإعلامي باسم يوسف؟ أتابع حلقاته وأجد أنه مميز كثيرا واستطاع أن يحقق نسبة مشاهدة عالية ويجمع الجمهور حوله، وهو من البرامج الناجحة جدا حاليا، خاصة أنه استطاع أن يصنع لنفسه خطا مختلفا يسير فيه بعيدا عن البرامج الأخرى. { وما رأيك في الهجوم الذي يتعرض له باسم يوسف باستمرار بسبب سخريته من كثيرين؟ لا أفهم السبب وراء هذا الهجوم المستمر على باسم يوسف بحجة أنه ساخر، فأنا أرى أن السخرية مطلوبة، فالشعب المصري ساخر يعشق السخرية ويعيش بها طوال حياته. وإذا عدنا إلى الوراء قليلا سوف نتذكر بعض الفنانين الذين كانوا يقلدون المشاهير والشخصيات العامة، ولم يحدث هذا الهجوم وهذه المشاكل التي نراها اليوم. { هل تقبل أن يقوم باسم يوسف بتقليدك أو الاستعانة ببعض مقاطع برنامجك «حوار القاهرة» في برنامجه؟ لن أغضب من هذا، لأن قيام باسم يوسف بالحديث عن برنامجي يعني أن ما أقدمه حقق الانتشار المطلوب في الشارع. ولن آخذ الأمر من زاوية الإساءة، خاصة أنني متأكد أن باسم يوسف يحترم الذين يتحدث عنهم في حلقاته. وما رأيك في أداء الفنانين الذين خاضوا تجربة تقديم البرامج؟ { كل فنان يتحمل نتيجة خطواته، وهو الوحيد الذي يسأل عما أضافه إلى نفسه من هذه الخطوة، فأنا لا أشغل نفسي كثيرا بالآخرين.