عرفت قناة الجزيرة الفضائية بالأسلوب الباهر في شد انتباه المتفرج وبالتغطية الشاملة لمختلف الأحداث في جل بقاع العالم و بالصورة الحية التي تعزز مصداقية الأخبار.حيث يعتقد الكثير أن للجزيرة دور كبير في تونس و مصر إذ أعانت على التغلب على القمع والفساد و نيل الكرامة والحرية من خلال ما تبثه من وقائع آنية. لكن ما يحدث اليوم لا يعكس ما روجت وتروج له الجزيرة و كأنها نست أو تناست أن الخبر مقدس و التعليق حر. هذه القاعدة الصحفية التي تناستها الجزيرة جعلت العديد يشككون في مصداقية القناة حيث سحبت الكثير من رصيدها لدى المشاهد العربي خاصة بعد تجاهلها لثورة الشعب البحريني على خلفية طائفية و كذلك تسرب شريط للدكتور عزمي بشارة وهو يتلقى تعليمات من المذيع السعودي في محطة الجزيرة بضرورة تجنب الأردن وتبييض صفحة المؤسسة لدى السعودية والبحرين ثم الاتفاق على تخصيص 45 دقيقة من مدة البرنامج للهجوم عل سوريا أجج العديد من الانتقادات لمصداقية القناة . وتلقت محطة الجزيرة في الأسابيع الماضية عدة ضربات ( مهنية) حيث نقل عدد كبير من الصحف العربية والمواقع الالكترونية خبر استقالات لعدد من صحفيين أولها استقالت غسان بن جدو الإعلامي التونسي التي أثارت الكثير من ردود الفعل داخل القناة وخارجها بسبب برنامجه الناجح 'حوار مفتوح' الذي كان يقدمه كل يوم سبت من كل أسبوع وكذلك إدارته لمكتب القناة في بيروت حيث تألق في تغطية وتحليل الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف عام 2006 علاوة على تعاطيه المهني مع تطورات الأوضاع اللبنانية الداخلية . و ثاني استقالة هي استقالة المذيع المعروف ببرنامج الاتجاه المعاكس فيصل القاسم و ثالث استقالة استقالة مراسل الجزيرة في لبنان عباس ناصر حيث وصفا الجزيرة بالتحريضية والمغرضة. كما يجدر التذكير باستقالات الصحفيين السابقين مثل حافظ الميرازي (مدير مكتب واشنطن) ويسري فودة (مقدم برنامج سري للغاية) وعبد العزيز عبد الغني (مدير مكتب القاهرة) ويوسف الشريف (مدير مكتب اسطنبول) وأكرم خزام (مدير مكتب موسكو) بالإضافة إلى المذيعات جمانة نمور ولونة الشبل ولينا زهر الدين . و في مقابلة مع قناة المنار أعرب بن جدو عن اعتقاده بأن قناة 'الجزيرة' خرجت عن المهنية التي عرفت بها أثناء تغطيتها للأحداث في كل من سورية وليبيا وأصبحت تستخدم أسلوب التعبئة والتحريض الأمر الذي دفعه للاستقالة وإنهاء علاقته بالمحطة وقد أرسل استقالته المكتوبة فعلا إلى إدارة المحطة وذكر كذلك لجريدة الشروق التونسية انه بصدد انتظار رد قناة الجزيرة. كما يذكر أن الاستقالات الثلاث جاءت بعد عرض قناة الجزيرة مشاهد لمواطنين عراقيين وهم مداسون بالإقدام زمن صدام على أنهم مواطنون سوريون في بانياس. فهل الخبر يبني على أسلوب التعبئة والتحريض عوضا عن أخلاقيات العمل الصحفي ؟ المصدر