خلال فعاليات ملتقى القاهرة الثالث للشعر بدار الأوبرا المصرية تعرضت الفنانة السورية رغدة للإعتداء من قبل مجموعة من الشباب قاموا بملاحقتها وضربها بطفاية الحريق على رأسها قبل أن تتمكن من مغادرة المكان، والذهاب الى المستشفى للحصول على تقرير طبي، وتحرير محضر في قسم الشرطة، وذلك على خلفية قيامها بإلقاء أبيات شعر تتحدث عن حال دول المنطقة بعد الربيع العربي، وإضطرار اللاجئات السوريات للزواج من شيوخ إسلاميين لتأمين معيشتهن. وقالت رغدة ل«إيلاف» إنها ستلجأ للمستشار مرتضى منصور ليكون المحامي الخاص بها، وستحدد من خلاله الخطوات القادمة التي ستقوم بإتخاذها خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها لمثل هذه الإعتداءات، مؤكدة على أنها صمتت في المرات الثلاث السابقة لكنها لن تترك حقها هذه المرة. وأضافت أنها تستعد لتصوير مسلسلها الجديد «الشك» يوم السبت المقبل، حيث أجرى المنتج إتصالاً بها للإطمئنان عليها، مشيرة إلى أن ما حدث لن ينال منها ومن تأييدها للرئيس السوري بشار الأسد ودعمه في مواجهة الهيمنة الأمريكية والصهيونية وهو موقف ثابت لن يتغيّر مهما قالوا عنها. وأكدت على أنها لن تترك مصر وستظل مقيمة بها، ولن تلجأ إلى الإستعانة ب«بودي غارد» أو حراسة خاصة لها، لإيمانها بأن الحامي هو الله وحده، موضحة أنها تتمنى الشهادة على الجبهة السورية خلال المحاربة مع الجيش السوري أو مع الجيش المصري، مشيرة إلى أن لقب فلول الذي يطلقه عليها بعض المصريين لا يقلقها، وأنها تساند الجيوش العربية في وجه جماعة الإخوان المسلمين. وأضافت رغدة أن المعتدين عليها كان عددهم يتراوح بين 8 الى 15 شابا قاموا بملاحقتها داخل دار الاوبرا في مشهد لا يعبر عن رجولتهم مطلقاً، متسائلة كيف يطلقون على أنفسهم لقب رجال ويتكاثرون على إمرأة، مشيرة إلى أن بعض من كانوا معها قاموا بتصويرهم، بالإضافة إلى صورهم التي تم إلتقاطها بواسطة كاميرات دار الأوبرا المصرية. وأشارت إلى أنها قامت بتحرير محضر في قسم الشرطة حتى لا يفلت الجناة من العقاب، بالإضافة إلى تسليم الصور التي تم التقاطها والفيديوهات وغيرها من الأمور التي تؤكد حقيقتهم وتكشفهم، مشيرة إلى أنها تعرفهم جيدا وستدخل معهم في الحرب التي أعلنوها عليها لإمتلاكها الجرأة الكافية لمواجهتهم، ورفضت تحديد هويتهم وقالت بأنها ستدلي بكل شيء أمام النيابة العامة وتترك لها الأمر. من جهته، قال الشاعر زين العابدين فؤاد أحد شهود العيان على الواقعة عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك: «من حق السيدة رغدة أن تقف في جانب أي طرف وأن يكون لها موقفها المؤيد لبشار الأسد ونظامه ولا ألومها على ما فعلت في الملتقى الشعري ولا على إضاعتها لوقت الجمهور والشعراء بكلام ركيك»، مضيفا: «الوم من سمح لها بالامساك بالميكروفون وتحويل القاعة الى مسرح للدعاية لنظام بشار الاسد». وأكد على أن ما حدث لا يمكن السماح به في أي مهرجان للشعر في العالم، مشيرا إلى أنه ليس سلفيا ولا ينتمي لأية جماعة سياسية تستخدم الدين، ولكنه ضد الإتجار بالقضية السورية والمتاجرة بنساء سوريا، مشددا على أن رغدة لم تكن مدرجة ضمن المشاركين في الأمسية الشعرية وقام بنشر مجموعة من الصور لنفي ما نسب لها في بعض التقارير الإخبارية عن إتهامها للسلفيين بالإعتداء عليها. من جهتها، قالت الشاعرة عزة حسين إن ملتقى القاهرة الدولي للشعر إعتذر عن المشاركة فيه عدد كبير من الشعراء بسبب سوء إدارته وتغيير لائحته لصالح أحد الاشخاص بعينهم، مقررين مقاطعته هذا العام مؤكدة على أن فساد الملتقى جعل الشعراء ينتقدون إسلوب إدارته حتى قبل هذه الواقعة. وأضافت حسين في تصريحات ل«إيلاف» «أن المثير للإستغراب هو السماح للسيدة رغدة بالصعود على خشبة المسرح من أجل القاء شعر تدعم فيه بشار الأسد ونظامه الفاشي خلال مؤتمر يحمل إسم الربيع العربي، الأمر الذي حوله لناحية سياسية بحتة». وأكدت على أن قصيدة «سوق النخاسة» التي ألقتها رغدة اتهمت فيها اللاجئات السوريات المعذبات ببيع أنفسهن للمصريين الإسلاميين، معتبرة أن ذلك الأمر غير مقبول على الإطلاق.