أية خدمات صحية مقدمة لساكنة منطقة ابن احمد؟ سؤال تناوله الإعلام بمختلف مكوناته وناقشته المواقع الاجتماعية والمنتديات المحلية والوطنية على شبكات الانترنيت، فانصب النقاش على سبب عدم إيلاء مستشفى المنطقة العناية اللازمة من طرف المسؤولين المركزيين و الجهويين، وتزويده بكل الحاجيات الطبية وسد الخصاص في الموارد البشرية، ذلك أن مستشفى المنطقة الذي يستقبل ساكنة المدينة والدائرة التي يفوق عدد سكانها حوالي 50 ألف نسمة، لايزال يفتقد لأهم المعدات الطبية والموارد البشرية الكافية، كما تنعدم فيه قاعة إنعاش مجهزة مع غياب طبيب مختص في التخدير والانعاش، وتخصصات طبية أخرى كالسكري والقلب والشرايين والعظام والمفاصل ... ناهيك عن نقص في مجموعة من أنواع التحاليل الطبية التي أصبحت ضرورية، مع تسجيل نفاد المواد المخصصة للتحاليل المعتادة، وهو ما يكلف المرضى عناء التنقل اليومي للاستفسارعنها كالتحاليل المخصصة للسكري، كل ذلك يجعل مستشفى المنطقة عبارة عن مركز استقبال وتسجيل وتصدير الى المستشفيات الاقليمية المجاورة، وهذا أمر فيه خطورة على صحة المرضى ومعاناة لأسرهم، فرغم المجهودات المهمة التي يقوم بها بعض من الطاقم الطبي والتقني بإجراء بعض العمليات الاستعجالية من طرف طبيب جراح خلال أوقات العمل ومن طرف ممرض وحيد متخصص يتم إحضاره حتى خارج أوقات العمل، ورغم مجهود طبيبة مختصة في التوليد التي قامت بعمليات قيصرية رغم المخاطر وغياب الشروط، ورغم توفر المستشفى على مصلحة الفحص بالاشعة التي يشرف عليها ممرض راكم تجربة بالمستشفى الرئوي فاقت 20سنة بمعية تقنيين متخصصين، إلا أن غياب طبيب مختص في العظام يجعل الاشعة غير ذات جدوى. إنها عوامل مع أخرى غير كافية، مما يدفع الطاقم الطبي الى اللجوء إلى حلول لا مناص منها حفاظا على المريض من مغامرة غير مضمونة النتائج لتتم إحالة مثل هذه الحالات إلى المستشفى الاقليمي لسطات الذي يبعد عن ابن احمد بمسافة 44 كلم على طريق ذات منعرجات خطيرة، فكم من حامل ولدت بالطريق وكم من مريض تفاقمت حالته واستعصت على العلاج بعدما كان بالإمكان إنقاذها لو توفرت الشروط؟! إن الإصلاح لا يتم بالزجر والمذكرات فقط، وإنما يتطلب إرادة حقيقية توفر كل الشروط الأساسية والمهمة حماية لصحة تشكل كنزا لا يمكن أن يقدر بثمن. كما نثير انتباه المسؤولين أن الطبيب المدير المسؤول عن المستشفى لايتوفر على سكن وظيفي الذي لايزال محتلا وشاغرا وغير مستغل، رغم حكم قضائي، وهو ما يضطر هذا المدير الى الانتقال اليومي الى خريبكة حيث يسكن، وهو أمر يصعِّب مسؤوليته اليومية.