- اخترتم شعار الفشل الكلوي لتخليد اليوم العالمي لأمراض الكلي، فهل هناك أرقام عن عدد مرضى الكلي في المغرب؟ - للأسف ليست هناك إحصائيات دقيقة حول عدد المصابين بالكلي، لكن نعتقد بأن هناك على الأقل مليون مغربي مصاب، أغلبهم لايعلمون بمرضهم، وذلك نظرا لغياب مراقبة صحية صحيحة ومنتظمة للضغط الدموي والسكري. - ماهي أسباب الإصابة بأمراض الكلي؟ - هناك أسباب متعددة للإصابة بالمرض، من بينها السكري، الضغط الدموي، الزيادة في الوزن، التدخين، السن مافوق 50 سنة، بالإضافة إلى عامل الوراثة. - هل هناك تطور في مجال زراعة الكلي كآلية لعلاج المرضى عوض الخضوع للتصفية لسنوات طوال؟ - زراعة الكلي في المغرب تعرف تأخرا كبيرا ولم تتطور مقارنة بالمجهود المبذولة في مجال التصفية قياسا بدول أخرى، علما بأنه يجب الانخراط الجماعي من أجل الحد من انتشار المرض بتشجيع زراعة الكلي وعدم الاستمرار في إحداث مراكز للتصفية التي هي مكلفة جدا، مع ضرورة استحضار وضعية مؤلمة تتمثل في كيف يمكن لطفل أو شاب مصاب أن يخضع طيلة حياته للتصفية. - كيف يمكن تجاوز هذا التأخر؟ - باستطاعتنا الرفع من نسبة عمليات زرع الكلي، وذلك من خلال القيام بعدة مبادرات وخطوات تنطلق مما هو توعوي، وذلك من خلال تحسيس المرضى بأهمية زراعة الكلي، مع تمكين الأطباء من التكوين المستمر في هذا المجال وقيامهم هم أيضا بدورهم التحسيسي قصد حث المرضى على الإقدام على هذه الخطوة، وكذلك الأمر بالنسبة لمسؤولي القطاع الصحي في مجال التغطية الصحية، إذ أن الدولة تتكفل بمرضى الفشل الكلوي الذين لايتوفرون على تغطية صحية عكس زراعة الكلي، وبالتالي يجب أن تكون العلاجات متوازية ، سواء تعلق الأمر بالتصفية أو بالزراعة. - ماهي الخطوات التي يجب اعتمادها للوقاية من أمراض الكلي؟ - يجب علينا أن نصدح عاليا بصوت واحد للمطالبة بوقف تدمير الكلى والاستهتار بها، ويجب اتباع جملة من التدابير الأساسية ، ومنها الإكثار من شرب الماء، واعتماد حمية غذائية بعدم الإكثار من الدهنيات والبروتينات، وتفادي السمنة، لأنها تصيب الشخص بالضغط الدموي والسكري، هذا الأخير الذي يعد السبب الرئيسي في مرض الكلي. وفي السياق ذاته يجب التركيز على أمر مهم جدا وينطوي على خطورة بالغة ، وهو استعمال الأعشاب الطبية بغاية التداوي بشكل عشوائي، والتي لها مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان، ومن بين هذه المضاعفات إصابة الكلي بالفشل. كما أن استعمال الأدوية يجب ألا يكون بشكل عشوائي وإنما بناء على وصفات طبية من لدن الطبيب المعالج ووفقا لمقادير محددة، وهو أمر يجب اتباعه من طرف كافة الأشخاص من مختلف الأعمار، وخاصة الأشخاص المتقدمين في السن الذين يكونون كذلك معرضين لمخاطر أكبر. إلى جانب ذلك يتعين على كل شخص بصحة جيدة ومعافى أن يزور الطبيب مرة كل سنتين من أاجل الخضوع لفحوصات وقائية، أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مرض أو أمراض متعددة ، فيجب عليهم عيادة الطبيب مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، تفاديا لأية مضاعفات أو عواقب وخيمة على صحتهم. - ماهي طرق التوعية التي تعتمدها جمعيتكم ؟ - تقوم جمعيتنا بعدة حملات تحسيسية وتوعوية من خلال لقاءات موسعة وقوافل طبية ، ومن بينها قافلة مبرمجة لفائدة ساكنة منطقة أزمور، على سبيل المثال لاالحصر، والتي تهدف إلى تمكين المواطنين من تمييز هذا المرض وإدراك خطورته على غرار أمراض حادة أخرى كالأمراض القلبية والدماغية ... - أين يتمثل هدفكم الرئيسي؟ - هدفنا الرئيسي تشجيع الحوار حول التربية وإعداد سياسات تؤدي إلى تحسين الوقاية من المرض الكلوي الرئيسي وعلاجه، وتحسيس المواطنين لحماية الكلية وتجنب كل ما من شأنه أن يضر بها. (*) رئيسة الجمعية المغربية لزراعة الكلي وممثلة القارة الإفريقية ضمن الجمعية الدولية لأمراض الكلي لدى الأطفال.