كذب فريق الفتح الرياضي كل التكهنات، وضرب بقوة في ذهاب الدور الأول من كأس عصبة الأبطال، في المباراة التي جمعته مساء يوم الجمعة بفريق اتحاد دوالا الكاميروني، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. فريق العاصمة اكتسح مرمى فريق دوالا بثلاثية نظيفة، افتتحها إبراهيم البحري بعد مجهود فردي وبتسديدة ذكية وملولبة في الدقيقة التاسعة. تسديدة البحري حضرت فيها «بركة والده»، الذي تابع المباراة من المدرجات، لتخدع الحارس يوتن وتستقر في الشباك. الهدف المبكر لفريق الفتح منح اللاعبين الكثير من الثقة وبدد الشكوك في القدرات، بعد مرحلة تميزت بأربع انتكاسات. الثقة في النفس جعلت لاعبي فريق الفتح يوالون الهجمات من أجل تسجيل أكبر عدد من الأهداف، لربح المزيد من المسافات في مباراة الإياب بمدينة دوالا. ربح المسافات جعل فريق الفتح يضغط بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، خاصة وأن فريق دوالا الكاميروني اعتمد التكدس في الدفاع، حتى يعود بأقل الخسائر، كما حاول تقليص المساحات في وسط الميدان، إلا أن ذلك جلب له الكثير من المتاعب، وأصبحت الكرة لاتفارق مربعه، وكان بإمكان فريق الفتح تسجيل أهداف عديدة، منها من ضاع بفعل تسرع اللاعبين، ومنها من أبعدته قتالية مدافعي فريق دوالا. لينتهي الشوط الأول بهدف يتيم، لكنه كان كافيا ليعطي للمدرب جمال السلامي الإشارات بأن غزو المرمى ممكن، ومضاعفة الغلة متاحة، إذا عرف المهاجمون كيف يضبطون النفس والأقدام أمام الشباك. مضاعفة الغلة كاد يتحقق في الدقيقة 46 من تسديدة قوية من قدم اللاعب فوزير، لكن القائم أنقد مرمى دوالا. وحتى لايلتقط الفريق الكاميروني الأنفاس، كان جمال السلامي يوجه بإصرار لاعبيه نحو مرمى الخصم، وكان يلح على التسجيل في أقرب وقت. انتظار جمال السلامي لم يطل، إذ لم يتردد الحكم التونسي سعيد الكردي في الإعلان عن ضربة جزاء، بعد إسقاط عبد السلام بنجلون في مربع العمليات في الدقيقة 49، وكان المنفذ مروان سعدان، الذي عرف كيف يزيد الغلة، وكيف يزيد فريقه جرعة إضافية من الأطمئنان، ويبعثر أوراق فريق دوالا الكاميروني، الذي لم يعد قادرا على مجاراة فريق الفتح في الإيقاع، فاكتفى بإبعاد الكرات، ولم يفكر في المرتدات، لذلك زاد طمع لاعبي الفتح في تسجيل المزيد من الأهداف، وكان قريبا من ذلك في العديد من اللحظات، لكن الحظ عاكسه، فكانت الأهداف الضائعة أكثر من التي سجلت، ولو كان التركيز لاحتفل الفتح الرياضي بالمرور إلى الدور المقبل مبكرا، ولكانت مباراة الإياب للإستعراض. توالي هجمات الفتح، أرهق كثيرا لاعبي دوالا، وجعلتهم يزيدون من تكدسهم في الدفاع، الشيء الذي كان يشكل خطرا على مرماهم. وبعد انتظار طويل وتحسر على الفرص الضائعة، تأتي الدقيقة 70 ، حيث يتسلم فوزير كرة، ويرواغ مدافعا ثم يسدد من بعيد، وتتدحرج الكرة أرضا، ثم تلامس القائم، وتعانق الشباك، ليفرح جمال السلامي بالهدف، وبصهره الذي «حمر له وجهه» وزاده صلابة في وجه منتقديه. بعد الهدف الثالث، كان لابد من ضبط الايقاع، فبدأ لاعبو الفتح يتفنون في تمرير الكرات بينهما لتأكيد مستواهم الفني بعد التفوق التقني. وعلى هذ ا المنوال سارت المباراة، إلى أن أعلن الحكم التونسي عن نهايتها. النهاية التي كانت بانتصار عريض وبثلاثية نظيفة، جعلت المدرب السلامي يردد وبصوت مسموع: «الله كبير .. الله كبير»، لأنه كان يعرف ماذا كان سينتظره لو أضاف نتيجة سلبية في عصبة الأبطال على النتائج السلبية في البطولة الاحترافية.