لم يعتد المصريون مشاهدة مذيعة ترتدي حجابا تطل عليهم قارئة نشرات الأخبار أو مقدمة للبرامج اللهم إلا في حالات نادرة في برامج بعيدة عن السياسة، وهو ما فسر الاهتمام المحلي والعالمي بظهور أول محجبة في قطاع الأخبار في شتنبر من العام الماضي. فاطمة نبيل أول قارئة محجبة لنشرات الأخبار في قطاع الأخبار في التلفزيون المصري أحدث ظهورها جدلاً كبيراً واهتماماً بين وسائل الإعلام العربية والعالمية، انتقلت أخيراً للعمل في قناة »الجزيرة مباشر مصر« القطرية، على رغم أن مدة ظهورها على التلفويون المصري لم تتجاوز ستة أشهر. «الحياة» سألت نبيل عن أسباب انتقالها السريع إلى «الجزيرة مباشر مصر»، فأجابت: «التلفزيون المصري لم يعطني مساحة كافية للعمل نظرا الى عدد الإعلاميين الضخم العاملين في القطاع، وعلى رغم الضجة التي صاحبت ظهوري، فإن المشاهد لم يرني كثيرا وبدأ ينساني، وكثيرون كانوا يسألونني عن سبب قلة ظهوري». وأضافت: «على رغم أن الإدارة في قطاع الأخبار في التلفزيون المصري حريصة على راحة المذيعين، لكنّ سياسة إعطاء الأولوية لكبار الإعلاميين أو «الأقدمية» ما زالت تسيطر على القطاع». وأبدت نبيل سعادتها لتجربتها الجديدة مع «الجزيرة مباشر مصر» التي ترى فيها «قناة تحاول الوصول إلى الناس والتواجد المستمر في الشارع، وعرض جميع الآراء الى حد كبير بمهنية على رغم الإمكانات المحدودة». ولفتت نبيل إلى أنها ستعمل قارئة للنشرة في المرحلة الأولى لها بالقناة، وأن تقديمها البرامج سيكون في مرحلة لاحقة تقررها إدارة القناة. وعن الاتهامات التي طاولت «الجزيرة» بمحاولة الاستنجاد بمذيعات «الإخوان» لكسب مزيد من الشعبية ردّت نبيل: «قرأت ما نشر في إحدى الصحف اللبنانية حول هذا الموضوع وأعتبره اتهاما غير موضوعي وظالما، فأنا محسوبة على التلفزيون المصري وابنة «ماسبيرو»، وليس عملي في قناة تابعة لهم أنني منهم، ثم ان «الجزيرة» تبحث عن أدوات معينة في كل من يتقدمون للعمل بها». ونفت نبيل انتماءها إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، موضحة أن عملها في قناة «مصر 25» التابعة للجماعة كان بمثابة الفرصة الوحيدة التي أتاحت لها الظهور بالحجاب، ما جعلها ترتبط في أذهان كثيرين بانتسابها اليها. ودعت المشاهدين إلى تقويمها في المجال الإعلامي على اعتبار مهني، رافضة ما يتردد عن اتجاه الإسلاميين لمشاهدة «الجزيرة مباشر مصر» بسبب أدائها الموالي للرئيس المصري محمد مرسي، مؤكدة أن المؤيدين للتيار الحاكم يرون فيها الحياد والبعد عن إلقاء التهم على الآخرين من دون أدلة. ورأت نبيل أن «أداء بعض القنوات الخاصة متحيز لسياسة رجال الأعمال المالكين لها الذين يحاولون عرض الأحداث على طريقة الصخب والصوت العالي، في وقت أصبح مزاج المشاهد المصري منقسما ضد الإسلاميين والتيار الحاكم». فهل تتفق مع وصف الإعلامية بثينة كامل نشرة أخبار التلفزيون المصري ب «الإخوانية» وتقديم الإعلامية هالة فهمي «الكفن» على الهواء؟ «لا تعليق على ما حدث، لكن من أراد العمل في التلفزيون المصري عليه الخضوع للتعليمات والسياسة التحريرية للقناة، وإلا يمكنه أن يغادر المحطة ببساطة». وأشارت إلى أن «الإعلام الحكومي بعد الثورة لم يعد أداة للسلطة الى حد كبير، كما كان عليه في الماضي، فكل يعمل ويعبر عن رأيه بحسب انتمائه».