إزاء تزايد الاعتداءات الجنسية على المتظاهرات في مصر، لم تعد النساء في مصر يترددن في تحدي النظرة النمطية السلبية للمرأة، بل يبدين تصميما على إرغام السلطات الصامتة والمجتمع المتردد على مواجهة هذا «الإرهاب الجنسي». وأدلى كثير من الناشطات أخيرا علنا عبر شاشات التلفزيون بشهادتهن على ما تعرضن له من اعتداءات جنسية، تستهدف ردعهن عن المشاركة في الحياة السياسية. وقالت عايدة الكاشف، وهي ناشطة شابة تعرضت لاعتداء جنسي، في مقابلة مع قناة «دريم 2» الخاصة: «لسنا ضحايا، ولكننا ثوريات. ما حدث لنا جعلنا أقوى، وسنواصل النزول للشارع والمشاركة في التظاهرات». وليس جديداً التحرش الجنسي بالنساء في شوارع مصر، سواء من خلال كلمات إباحية أو من خلال اللمس، ولكن منذ الثورة التي أطاحت بمبارك قبل عامين، تتعرض متظاهرات في ميدان التحرير ومحيطه، في قلب القاهرة، إلى اعتداءات جنسية من قبل مجموعات منظمة من الرجال، حيث يكون المعتدون أحياناً مسلحين بسلاح أبيض يستخدمونه في تمزيق ملابس ضحيتهن قبل أن يبدأوا في اغتصابها بأيديهم. وأثارت ياسمين البرماوي تعاطفاً كبيراً عندما روت على قناة «النهار» الخاصة خلال برنامج مسائي يحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة، كيف تم الاعتداء عليها في نونبر الماضي، وعرضت على الشاشة السروال الممزق الذي كانت ترتديه عندما تعرضت للهجوم.