تعرف مدينة الدارالبيضاء حركة دؤوبة لأوراش البناء و ذلك من خلال الطلب المتزايد على اقتناء مقرات إدارية بقلب العاصمة الاقتصادية، و مع قلة الاراضي المعدة للبناء داخل المدينة، أصبح المنعشون العقاريون يتهافتون على الفيلات القديمة و الدور المتواجدة بالمناطق السكنية التي تتكون من عمارات من خمسة طوابق ، حيث تكون الاستفادة مزدوجة، فمن ناحية يستفيد صاحب البقعة او ورثته من البيع بسومة قد تبلغ في بعض الأحياء كالمعاريف ، خمسين ألف درهم للمتر المربع، في حين يستفيد المنعش العقاري من البيع بسومة تدر عليه ربحا كبيرا ، خاصة اذا كان هذا الاخير يستغل عدم المراقبة من طرف الجهات المختصة لاستخدام بعض مواد البناء التي لا تلائم المعايير المعمول بها قانونيا! ومعلوم أن أوراش البناء هذه، و خاصة تلك التي تكون بالأحياء السكنية، تشكل غالبا مبعث إزعاج للعمارت المجاورة ، وهو الشيء الذي بدأ يستأنس به هؤلاء السكان، غير أن هناك ظاهرة غير صحية أصبحت تؤرق مضجعهم مع كل هدم لهذه الدور، لما يسببه ذلك من عرقلة مستمرة للسير و حتى للراجلين، إذ غالبا ما تتم هذه العملية دون احترام للشروط المعمول بها قصد الحفاظ على سلامة العاملين والسكان معا، ناهيك عما تحدثه الشاحنات الكبيرة التي تشحن أكوام الأحجار المهدمة ، هذا إضافة الى ما تخلقه شاحنات الاسمنت و الرافعات مع بداية أشغال البناء، حيث تمنع المرور بأزقة معينة طول فترات الورش و في ساعات الذروة أحيانا ، مما يخلق اختناقا كبيرا على مستوى بعض الازقة المجاورة، يساهم في ذلك التساهل الذي تبديه الجهات المختصة من أمن و إدارة ترابية، هذه الحالة تتكرر بأزقة المعاريف باستمرار ، و هناك حالة وقعت الخميس الاخير في ورش بناء بزنقة الفرات ،الذي أرق السكان في فترة الهدم و حفر الأساسات و التي دامت أكثر من ستة أشهر، حيث تم استقدام شاحنة رافعة احتلت زنقة ابو عمران الفاسي مانعة منها المرور في الاتجاهين من الساعة السابعة صباحا ، و لا يدري السكان متى سيفك الحصار عن هذه الزنقة التي تعرف رواجا كثيرا ، وقد سبب هذا الحصار أضرارا للمواطنين القاطنين بالزنقة ، الذين منعوا من إدخال سياراتهم إلى المرائب! وحسب المشتكين ، فإنه طيلة ساعات ( الخميس الماضي) لم يلاحظ مرور أي سيارة شرطة للتحقق من الأمر و كأنهم يعلمون مسبقا بهذه الحالة ، ومن ثم تتفادى هذه الجهات الحضور الذي يعني الإحراج (!!) مما يطرح عدة تساؤلات محيرة ، مع العلم أن الترخيص لهذه الشاحنات و الرافعات التي تمنع المرور في بعض الازقة، لا يمنح عادة إلا بعد الحادية عشرة مساء ، وفق ما أكده لنا مصدر أمني . إن التساهل و غض الطرف تجاه ظاهرة عرقلة السير وحرمان الساكنة من الراحة ومن استعمال مواقف سيارات العمارات القاطنة بها من طرف الجهات المعنية أضحت موضوع تساؤلات المتضررين ، الذين أشار بعضهم إلى أنه في بعض الحالات يتم الاتصال بالشرطة ، فتحضر لكن سرعان ما تذهب الى حال سبيلها، و يظل الحال على ما هو عليه ، ليبقى أمل المشتكين أن تتحرك الجهات المسؤولة في الاتجاه الصحيح للحد من هذه الممارسات غير المستساغة.