مكن اللقاء الأورومتوسطي حول «وسائل الإعلام والتوترات والتحولات في منطقة البحر الأبيض المتوسط» المنعقد نهاية الأسبوع الماضي ببرشلونة، من وضع خارطة طريق لقطاع وسائل الإعلام في المنطقة الأورومتوسطية في سياق التحولات التاريخية والبنيوية التي تشهدها هذه الأخيرة. وشارك في هذا اللقاء المنظم على مدى يومين بمبادرة من مؤسسة آنا ليند للحوار بين الثقافات، وأمانة الاتحاد من أجل المتوسط، والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، مائة من ممثلي المؤسسات الصحفية الدولية، وصحافيين مواطنين وخبراء من 30 بلدا. وناقش المشاركون في هذا اللقاء التحديات والفرص الجديدة بالنسبة لقطاع الإعلام في مواجهة الربيع العربي، وأثر الأزمة الاقتصادية على القيم الاجتماعية، والنزاعات الجارية بالمنطقة. ومن ضمن وسائل الإعلام المشاركة في هذا اللقاء قنوات «الجزيرة» و«العربية» و«الشرق الأوسط» و«إل باييس» و«بي بي سي» و«تي في أو» و«فرانس 24» و«دوتشي فيلي»، إضافة إلى كبريات المبادرات الإعلامية من قبيل «كرياتيف كومن» و«شبكة الصحافة الأخلاقية»، و«معهد بانوس والمعهد العربي لوسائل الإعلام». وأكد رئيس مؤسسة أنا ليند للحوار بين الثقافات، أندري أزولاي، في كلمة خلال الجلسة الختامية لهذا اللقاء، أن «هذه هي المرة الأولى منذ ميلاد الشراكة الأورومتوسطية التي يتم فيها استدعاء شكبة إعلامية متنوعة من هذا القبيل، تضم كبريات وسائل الإعلام الدولية وصحافيين مواطنين يشتغلون ميدانيا، ومراسلين شبابا ومهنيين من مستوى رفيع». وأضاف أن «الأمر يتعلق بمبادرة أساسية للدعوة إلى صيغة إقناعية مختلفة لدى فئة الإعلاميين، عندما يتعلق الأمر بمعالجة تطور المجال المتوسطي»، مؤكدا أن مؤسسة أنا ليند «ملتزمة بقوة بالعمل في إطار هذا الأفق من خلال مقاربة طويلة المدى بشراكة مع قادة الرأي». من جهته، أكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، فتح الله السجلماسي، أن هذا اللقاء سعى إلى إضفاء «زخم جديد» على الأجندة المتوسطية حول وسائل الإعلام، معتبرا أن «دور الصحفيين حاسم في تطوير التكامل الإقليمي في منطقة (أورو ميد)، وهو دور لن يكون فعالا إلا إذا كنا قادرين على خلق رأي عام إقليمي وتوفير إطار حقيقي لوسائل الإعلام بالمنطقة الأورومتوسطية». من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة المنتدبة للمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، سينين فلورينزا، أنه «في هذه المرحلة الجديدة من التطور السياسي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، سيكون لدور وسائل الإعلام وتشكيل الرأي العام داخل وخارج الدول المعنية أهمية حرجة»، داعيا إلى «الحرص على ضمان استدامة» التعاون بين صحافيي المنطقة. ويعتبر مؤتمر برشلونة أحد الاجتماعات الموضوعاتية المهمة التحضيرية لمنتدى آنا ليند 2013، الذي سينعقد من رابع إلى سابع أبريل المقبل في مرسيليا (فرنسا) والذي سيعرف مشاركة أزيد من ألف من ممثلي المجتمع المدني من بلدان الاتحاد من أجل المتوسط.