استقبل ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، أمس، بالمقر المركزي للحزب بالرباط السفير العراقي المعتمد بالرباط. خلال هذا اللقاء أجرى الطرفان محادثات سياسية حول الوضع العربي والتطورات السياسية والاقتصادية التي عرفتها الدول العربية على إثر التحولات السياسية والمالية في العالم. كما تطرقا الى العلاقات الثنائية المغربية العراقية وأواصر الصداقة والأخوة التي تجمع ما بين الشعبين العراقي والمغربي على مر التاريخ. وانتهز السفير العراقي هذه المناسبة لتقديم التهاني إلى إدريس لشكر على انتخابه كاتبا أول للحزب وعلى نجاح المؤتمر الوطني التاسع، متمنيا له كامل التوفيق في مهامه القيادية وإدارة شؤون الحزب من أجل خدمة المغرب والشعب المغربي وإرساء أسس الديمقراطية والحرية. وأعرب السفير عن سعادته لتطوير علاقات التعاون والتواصل مع حزب الاتحاد الاشتراكي كحزب سياسي في طليعة المجتمع ،بالرغم من أنه في موقع المعارضة التي اعتبرها معارضة بناءة، وبالإمكان أن يكون في المستقبل في الحكومة، معلنا سعادته أن تكون سفارة العراق على خط واحد مع الحكومة والمعارضة من أجل تطوير العلاقات الثنائية ما بين المغرب والعراق. ومن جهته اعتبر لشكر أن الشعب المغربي يعتز بالمواقف الشجاعة والنبيلة للعراق في كل القضايا الوطنية التي تهم المغرب، ويسجل ذلك دائما في جميع المناسبات بفخر واعتزاز، قائلا : "نعتز كذلك بأن العراق لم يسبق له يوما ما أن تدخل في الشؤون الداخلية للمغرب بل لمسنا دائما تضامنا ومساندة لقضايانا الحيوية وفي مقدمتها الموقف النبيل من قضية وحدتنا الترابية". وأكد لشكر في هذا اللقاء أن المطلوب اليوم في الدول العربية أن تكون علاقاتها مبنية على العقلانية والموضوعية ،وأساسها القيم الكونية: الحرية الديمقراطية والمساواة والكرامة ومبادئ حقوق الانسان. وخلال اللقاء الذي جمعه مع الشبكة الأمازيغية أول أمس ، اعتبر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ، أن الحركة الأمازيغية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى للفعل السياسي من خلال التعبيرات السياسية الديمقراطية، وان تنقل الحركة الامازيغية الصراع الذي يخدم القضية الأمازيغية من صراع مجتمعي إلى صراع أيضا مؤسساتي. وأضاف لشكر الذي كان مرفوقا بوفد من المكتب السياسي يتكون من سعيد اشباعتو، وادريس خروز، ومحمد بوبكري، ومصطفى عجاب، وحسناء ابو زيد وحنان رحاب، وأمينة أوشلح، وأمينة الطالبي، بنفس المناسبة أن الاتحاد الاشتراكي على أتم الاستعداد لدعم المبادرات والنضالات التي تقوم بها الشبكة الأمازيغية خدمة للقضية الأمازيغية التي عرفت نوعا من الدينامية بعد خطاب أجدير ونضالات الحركة الأمازيغية المتعددة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم من ترسيم للغة الأمازيغية في الدستور. وشدد لشكر في نفس اللقاء على أن الضرورة اليوم تقتضي التعاون والتضامن من أجل دعم ومساندة القضية الأمازيغية خاصة ونحن نعيش نوعا من التراجعات والإجهاز على المكتسبات من قبل حكومة يقودها حزب محافظ، لذلك يؤكد لشكر أن الصراع في قضية الأمازيغية يجب أن ينقل إلى داخل المؤسسات وليس بالضرورة فقط المؤسسة التشريعية وعلى كل واجهات ومؤسسات الدولة بشكل حضاري. ومن جانبه اعتبر أحمد ارحموش رئيس الشبكة الأمازيغية الذي كان مرفوقا بأعضاء المكتب التنفيذي للشبكة، أن الهدف الأساسي من هذه الزيارة تهنئة إدريس لشكر على انتخابه كاتبا أول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كحزب ديمقراطي، وكذلك نجاح المؤتمر الوطني التاسع للحزب لأن نجاح المؤتمر للاتحاد كحزب ديمقراطي فيه دعم للمسار الديمقراطي وقضايا الديمقراطية بالبلاد. كما أشار أرحموش بنفس المناسبة الى أن الشبكة مستعدة بجميع مناضليها للتعاون والتضامن في كل القضايا الديمقراطية التي تخدم القضية الأمازيغية، ودعم حضورها وترسيخها في المشهد الإعلامي والتعليمي والواقع اليومي للمواطن المغربي خاصة وأننا أمام حكومة يقودها حزب سياسي متحفظ على كل الحقوق الفردية والجماعية وحقوق الإنسان والمساواة. واستعرض أرحموش كل الخطوات التي قامت بها الشبكة الأمازيغية من أجل إعداد مقترح قانون تنظيمي يتعلق بالأمازيغية هذا العمل الذي دام 11 شهرا، باستشارة مع عدد من الهيئات في إطار مقاربة تشاركية والعمل بمعية الخبراء ليستمر مع الاتصالات بعدد من الفرق البرلمانية وعلى رأسها الفريق الاشتراكي والفريق الفدرالي للوحدة والديمقراطية بالغرفة الثانية،" لذلك ، يضيف، ندعو الاتحاد الاشتراكي لدعمنا في هذه الخطوة من أجل ترسيخ وتفعيل الدستور في ما جاء به في مجال اللغة الأمازيغية".