في سابقة من نوعها في المغرب وفي أي بلد إسلامي، يجلس طلبة بروتستانتيون وكاثوليك داخل نفس القاعة لتلقي تكوين فريد من نوعه حول الدين المسيحي. فحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، فإن حوالي ثلاثين فردا، جلهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، جلسوا في نفس قاعة الدروس بمعهد «الموافقة» الذي تم تأسيسه بتاريخ 16 يونيو 2002، والمتخصص في تكوين الرهبان المسيحيين. ونقلت الوكالة عن أسقف الرباط، المطران فانسون لاندل، أحد واضعي تصور هذا المعهد بشراكة مع المعهد الكاثوليكي بباريس والكلية البروتستانتية بستراسبورغ، سعادته بنجاح تجربة جمع الطبلة الكاثوليك والبروتستانت في داخل نفس قاعة الدروس في الرباط. ويعكف الطلبة، المنتمون لإثني عشر بلدا، على حضور حلقات دراسية حول الإنجيل، بتأطير من أستاذين متخصصين، أحدهما كاثوليكي والآخر بروتستانتي. تقول طالبة كاميرونية مقيمية في المغرب منذ أكثر من عشر سنوات: «أنا أعيش في ميدلت، وأشتغل ممرضة. وسيمكنني هذا التكوين من تعميق معارفي بمعتقدي، بالإضافة إلى الحصول على شهادة جامعية في غضون أربع سنوات.» ومن جهتها، تقول طالبة ملغاشية: «أنا أعيش في أكادير، وأحضر الكنيسة، واليوم أستفيد من تكوين مهم للغاية بالنسبة لي.» ويوفر المعهد، الذي يقدم دروسه بمقر الكنيسة الكاثوليكية، لطلبته برنامجا بيداغوجيا وأكاديميا شاملا، سعيا منه إلى خلق توازن بين متطلبات وحاجيات اللاهوت البروتستانتي والكاثوليكي، مع احترام البيئة المسلمة لبلدان شمال أفريقيا.