تفعيلا للثقافة السينمائية الحقوقية بالجامعة المغربية وللمخطط السنوي للجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لجهة الرشيديةورزازات وبشراكة مع الكلية المتعددة التخصصات وبتعاون مع النادي السينمائي لجمعية أنفاس ورزازات للبحث الفني والثقافي نظمت أيام سينمائية حول «السينما والذاكرة الوطنية في مجال حقوق الإنسان»، ويأتي ذلك ارتباطا بسياق تتبع تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة لاسيما في ما يتعلق بحفظ الذاكرة الجماعية، وتعزيز مسار إرساء الديمقراطية وإعمال حقوق الإنسان و بغية فسح المجال للطلبة والطالبات للمشاركة الفعالة والجادة لنشر ثقافة حقوق الإنسان والتربية على المواطنة، باعتبارها مكملا للجانب التكويني لطلبة مسلكي التقنيات السينمائية والسمعية البصرية، وعاملا مساعدا على الدفع بالطلبة نحو الانخراط أكثر في الفعل الإبداعي السينمائي، خاصة في الشق المتعلق منه بتسخير السينما في التوثيق للذاكرة الجماعية. هذا، وقد افتتحت الأيام في 19فبراير 2013 بجلسة افتتاحية أوضحت من خلالها الأستاذة فاطمة عراش رئيسة اللجنة، في كلمة لها بالمناسبة، أن تنظيم هذه الأيام السينمائية، يعتبر واحدة من التجليات لتنفيذ التوصيات الصادرة عن هيئة الإنصاف والمصالحة،، مستعرضة للديناميكية السياسية والاجتماعية والحقوقية التي أطلقها المغرب منذ التسعينيات من القرن الماضي ، وإشاعة الثقافة الحقوقية وترسيخها في الجنوب الشرقي للمملكة، وفي باقي التراب الوطني؛ وايضا تجسيدا للديمقراطية على الصعيد الجهوي والوطني مع فتح اوراش لتدوين تاريخ موضوعاتي، على اعتباره إحدى الركائز للانتقال الديمقراطي وفي نفس السياق أكد الدكتور يونس بلحسن، عميد الكلية المتعددة التخصصات بورزازات، في كلمة تصب في نفس السياق على مايمكن أن تلعبه السينما من ادوار طلائعية في حفظ وأرشفة الذاكرة الجماعية ومن جانب أخر تشجيع الإبداع السينمائي والإعداد لمشاريع ذات صلة بالذاكرة الجماعية من خلال الوقائع والأحداث التاريخية. إلى ذلك ركزت الندوة، التي أقيمت بالكلية المتعددة التخصصات، التي تناولت دور البحث العلمي في حفظ الذاكرة وأهمية التفكير والانخراط الجماعي والتشاركي لدعم مسار الحفظ الإيجابي للذاكرة، وحفظ وتثمين الأرشيف وتشجيع البحث وتعميم المعارف حول التاريخ الراهن للمغرب ؛ وفي مداخلة له تناول الأستاذ عبد اللطيف قاسم عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان موضوع الذاكرة الجماعية والعدالة الانتقالية و حفظها بشكل علني ورسمي كإحدى الضمانات القوية على الرغبة في أخذ العبر من دروس الماضي وتجاوز مآسيه وعدم تكرار ماجرى، مشيرا إلى أن المساهمة الرئيسية للهيئة تكمن في كونها قدمت قراءة تركيبية للملفات التي توصلت بها دون أن تتعارض مع المعنى الحقيقي لحقوق الإنسان كما أن التحريات التي قامت بها وجلسات الاستماع مكنت من إنتاج وجمع معلومات من شانها إنتاج فصول متعددة في التاريخ الوطني. وفي مداخلة للأستاذ مصطفى أفقير حول تجليات اشتغال السينما على الذاكرة من خلال قراءة في العملين السينمائيين فيلم _درب مولاي الشريف_ لمخرجه حسن بنجلون الذي عرض ضمن فعاليات هذه الأيام السينمائية وفيلم ذاكرة معتقلة للمخرج جيلالي فرحاتي من منطلق بنيتيهما الفنيتين ولغتهما الحوارية المختلفة والمتن الحكائي وصياغة السيناريو، اعتبر الفيلم السينمائي مرافعة جمالية فكرية وأرضية حول ثقافة حقوق الإنسان معتبرا الاشتغال على الذاكرة الجماعية مشروع ضخم لإنصاف الذات الفردية والجماعية، و دعا الى الانتقال من الاشتغال السينمائي على الذاكرة إلى الانشغال السينمائي بالذاكرة . وشكلت الأيام السينمائية فرصة لتعريف الطلبة بمجموعة من الأفلام من الفيلموغرافيا الوطنية التي أُنتجت بين سنتي 2000 و2004، حول ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان؛ وسيعرف عمل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان في مخططه للنهوض بثقافة حقوق الإنسان حضورا بشكل مستمر في جميع المؤسسات والفضاءات التربوية والثقافية على مستوى الجهة