دعوات لحضور ندوات وعروض من منظمات «حقوقية» أو من شخصيات بلجيكية، لكنها مزورة. تلك هي الصيغة التي كان يعتمدها موقوفان اثنان من لدن المصالح الأمنية بأنفا بفرقة مكافحة الهجرة غير المشروعة، واللذان تتراوح أعمارهما ما بين 23 و 30 سنة، في حين لايزال البحث جاريا عن شريك ثالث. تفاصيل الواقعة اتضحت خيوطها بعد أن ضبطت مصالح ملحقة القنصلية البلجيكية الكائنة بطريق أزمور بالدار البيضاء، وثائق مزورة ضمن ملفات تقدم بها أشخاص تهم طلب الحصول على تأشيرة الدخول إلى الديار البلجيكية، فانطلقت التحريات من دائرة عين الذئاب التي كانت المداومة آنذاك، قبل أن تتكلف الشرطة القضائية بتتمة البحث والتحريات، التي أفضت إلى إيقاف «حقوقيين» ينحدران من مدينة طنجة، بالإضافة إلى بعض الضحايا الذين سلموا إليهما مبالغ مالية تراوحت ما بين 5 آلاف درهم و 95 ألف درهم، كما تم إيقاف وسيط بإحدى المقاهي بدرب عمر والذي ينحدر من تزنيت نفس مسقط رأس الضحايا، الذي كان يتسلم مبلغ 5 آلاف درهم عن كل ملف/ضحية. شباب عاطلون عن العمل وكانوا يمنون أنفسهم بعالم وردي في الضفة الأخرى، إلا أنهم سقطوا ضحية لنصابين، وفقا لمصدر أمني، حيث كانا يطلبان من الضحايا تسليمهما المبلغ المطلوب في أجل يتراوح ما بين 40 يوما و 3أشهر قبل أن يعدوا لهم الوثائق، تقول إحدى الضحايا. هذا في الوقت الذي غادر بنفس الكيفية شخص آخر البلاد وحل بالفعل ببلجيكا قبل أن يغادرها عائدا إلى المغرب لعدم عثوره على عمل، لكن بعد أن خسر مبلغ 95 ألف درهم. وقد تجاوز عدد الضحايا في هذا الملف 20 ضحية، وفقا لمصدر أمني، في حين تم تقديم الموقوفين أمام العدالة من أجل النصب والتزوير واستعماله في وثائق رسمية للحصول على التأشيرة.