اتهم تلفزيون «نسمة» التونسي الخاص الثلاثاء الماضي قناة «الجزيرة» القطرية باستعمال صور من تغطيته الخاصة لجنازة المعارض العلماني البارز شكري بلعيد الذي اغتيل الاربعاء قبل الماضي ودفن الجمعة قبل الماضية في مقبرة «الجلاز» بالعاصمة تونس، دون ترخيص من التلفزيون «وبأسلوب يعتمد التحريف والمغالطة». وقال التلفزيون في بيان تلقت «فرانس برس» نسخة منه «قناة نسمة تستنكر بقوة ما أقدمت عليه قناة «الجزيرة» القطرية من استعمال لصور مراسم الجنازة المأخوذة عن قناتنا بدون سابق ترخيص وبأسلوب يعتمد التحريف والمغالطة». وأوضح «تم في هذا الصدد اللجوء (من قبل الجزيرة) إلى صور قديمة ومجزئة وخلطها وتركيبها مع صور موكب الجنازة واستغلال كل ذلك في غير محله قصد تضليل الرأي العام». وأضاف «إذ تعرب قناة «نسمة» عن تنديدها الشديد لقيام قناة «الجزيرة» التي ما فتئت تدعي امتلاك قدر عال من المهنية بمثل هذه الاخلالات لأخلاقيات المهنة والسقوط في هذه المتاهات، فإنها وتبعا لذلك تؤكد عزمها على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها». وذكرت بان قناة «نسمة» وفرت يوم (جنازة شكري بلعيد) الجمعة إمكانيات تقنية وبشرية هائلة لنقل مراسم دفن فقيد تونس الشهيد شكري بلعيد، ولتأمين تغطية إعلامية تليق بهذا الحدث، وقد تم استغلال ونقل صور هذا الحدث من قبل عديد القنوات الأجنبية في كافة أنحاء العالم بعد موافقة مسبقة لقناة «نسمة»». والاحد اتهمت جريدة الشروق التونسية قناة «الجزيرة مباشر» ب«المغالطة والتضليل في تغطية جنازة بلعيد». وقالت «عمدت قناة الجزيرة القطرية (..) الى تضليل الرأي العام العربي والعالمي خلال تغطيتها لجنازة (..) شكري بلعيد حيث قامت بتركيب أصوات بعض المجتمعين أمام (مقر) المجلس التأسيسي (في مدينة باردو) وأمام مقر حركة النهضة في (مدينة) المروج، على صور من جنازة الشهيد». وتابعت «في الوقت الذي كان فيه المشاركون في جنازة بلعيد ينادون برحيل الحكومة وبشعارات معادية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي (من قبيل يا غنوشي يا سفاح.. يا قتال الارواح)، كانت «الجزيرة» بصدد تمرير صور الجنازة وأصوات مركبة تنادي بشرعية النهضة» التي اتهمتها عائلة بلعيد باغتياله، وهو امر نفته الحركة بشدة. وأضافت الصحيفة «هذا العمل الذي يتنافى وأخلاقيات المهنة ويدخل في إطار التضليل والتأثير على الرأي العام، استنكره كل من شاهد هذه القناة». وذكرت بأن قناة «الجزيرة» «لعبت دورا إعلاميا هاما في صعود حركة النهضة الإسلامية إلى الحكم في تونس بعد سقوط نظام (الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي) وهي الداعم (الإعلامي) الأول لهذه السلطة القائمة حاليا في البلاد». وتابعت ان نسب مشاهدة «الجزيرة» في تونس ‹تراجعت إلى أدنى المستويات حتى أنها باتت مرفوضة ومكروهة من عديد التونسيين، كما لم يسلم مراسلوها في تونس من التحرش والاعتداء عليهم بالعنف في كل اماكن الحدث التي يتواجدون فيها». وتقر المعارضة التونسية بأن «الجزيرة» لعبت دورا كبيرا في تغطية الثورة التونسية التي أطاحت في 14 يناير 2011 بنظام بن علي.