مصلحة اسرائيل، الدولة اليهودية الديمقراطية، في قيام دولة فلسطينية أكبر من مصلحة الفلسطينيين، وإذا لم تتمكن اسرائيل من التوصل إلى اتفاق مع حماس، فإن وجودها سينتهي... حسب البروفسور سيرجيو ديلابيرغولا من الجامعة العبرية بالقدس، السكان الإسرائليون هم أقلية اليوم في الضفة الغربية وفي غزة وفي إسرائيل, بينما السكان العرب الذين هم أغلبية من البحر المتوسط حتى نهر الأردن يتزايد عددهم, لأن نسبة الولادات لديهم أعلى من نسبة الولادات لدى الاسرائيليين، فهل تستطيع الدولة »العبرية« البقاء مع ساكنة يهودية ستكون قريبا أقلية؟ بدون توقيع اتفاق سلام متين، لا مجال للشك في مستقبل اسرائيل. فالفلسطينيون الذين سيصبحون أغلبية، سيمارسون ضغطا ديمغرافيا، ثقافيا وسياسيا قويا إلى حد أن الحكومة الإسرائيلية سكون مجبرة على منحهم حق التصويت. وحماس التي ستحصل على الأغلبية المطلقة في البرلمان، ستستعمل ذلك وستعطي للبلد إسم فلسطين، وهذا الإسم سيترجم الانتماء الثقافي والسياسي لأغلبية سكان البلد. وستستغل الحكومة الجديدة »قانون العودة« (الذي يضمن لكل يهودي حق الهجرة إلى إسرائيل)، لتنفيذ سياسة هجرة لفائدة أحفاد اللاجئين الفلسطينيين الأوائل، ودولة اسرائيل كما نعرف اليوم لن يبقي لها وجود. وبالإمكان تفادي هذه الوضعية، فمحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية يريد التوصل إلى نقطة تفاهم مع اسرائيل، كما هو الأمر بالنسبة للشعب الفلسطيني والسكان الإسرائيليين. وحسب العديد من استطلاعات الرأي فإن أغلبية الإسرائليين تؤيد اتفاق سلام ينص على إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح في حدود 1967 وكذا استقرار اللاجئين الفلسطينيين في هذه الدولة المحدثة، الاتفاق ينص كذلك على مبادلة أراضي للفلسطينيين مقابل احتفاظ اسرائيل بأراضي محتلة تقطنها أغلبية اسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية مما يجعل الانسحاب منها دون جدوى. اليوم، أغلبية الفلسطينين تبدو غير مقتنعة بتوقيع اتفاق سلام يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، وفي النهاية سيتخلى الفلسطينيون كليا عن هذه المطالب بما أنهم مقتنعون أنهم سينتصرون بالأغلبية على الإسرائيليين. فنهاية اسرائيل وشيكة وذلك بدون إطلاق رصاصة واحدة. فبقاء إسرائيل رهين أكثر من أي وقت مضى بقيام دولة فلسطينية وإذا لم يفهم اليهود ذلك ويبادروا برد الفعل فورا، فإن الشعب اليهودي يستمر, لكن الدولة العبرية لن تبقى. * مقاول أمريكي يهودي، مؤسس المركز من أجل السلام في الشرق الأوسط« الذي يعمل منذ أكثر من 20 سنة على حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي