شهد المغرب في ظرف أربعة أيام, أربع جرائم قتل ارتكبها مرضى نفسانيون لم تكن الضحايا فيها سوى أمهاتهم. فقد أقدم شاب مختل عقليا الإثنين الماضي يقطن بالحي المحمدي بمدينة وجدة,على خنق أمه بعد أن دخل معها في نزاع حاد فارتمى عليها شنقها فأرداها قتيلة وأخبر شقيقته بذلك بعد أن دخل في حالة هيسترية وشرع في الصراخ بشكل مثير، ووسط حالة من الذهول والفزع قامت الأخت بإخبار الشرطة التي حضرت إلى عين المكان كما حضر رجال الوقاية المدنية لنقل الضحية إلى مستشفى الفرابي وإلقاء القبض على الجاني للتحقيق في النازلة وملابساتها. حي الطوبة الخارجي بدوره عرف جريمة ثانية, حيث شهد هذه المرة جريمة قتل بشعة كانت ضحيتها ام في الخمسينات من عمرها حين قام ابنها المختل عقليا بضرب امه على مستوى الرأس بآلة, ذكر البعض انها عصى أسقطتها قتيلة في الحين . وصرح احد الجيران ان الجريمة وقعت منذ اسبوع ,حيث انبعثت رائحة كريهة من منزل الضحية فقام هو بالذات في الحين بإبلاغ الشرطة حيث و فور علمها بالخبر أرسلت فرقة مكونة من رجال الشرطة القضائية و العلمية للبحث في ظروف هذه النازلة , و تم القبض على الإبن القاتل. بعدها بيوم واحد تعرضت امرأة في عقدها الخامس تقطن بدوار «إفخان» التابع للجماعة القروية تليليت باقليم الدرويش لطعنة قاتلة من طرف ابنها المصاب بمرض نفسي مزمن وقد تلقت الضحية الطعنة بواسطة سكين من الحجم الكبير على مستوى العنق تسبب لها في نزيف دموي حاد عجل بوفاتها قبل وصولها الى قسم المستعجلات بالمستشفى الاقليمي بالناظور, التي نقلت اليها في محاولة لاسعافها. وقد تمكن رجال الدرك الملكي من إلقاء القبض على الجاني الذي لم يبارح مسرح الجريمة ساعات بعد ارتكابه لهذا الفعل الاجرامي دون أدنى مقاومة وفي حالة هذيان بسبب المرض النفسي الذي يعاني منه. وقد خلفت هذا الجريمة موجة من الخوف والهلع الشديدين في صفوف ساكنة الدوار نظرا لبشاعة الفعل. وبمدينة الدارالبيضاء أحيل على النيابة العامة رجل خمسيني يعاني من مرض انفصام في الشخصية, قتل والدته بالمدينة القديمة. و أوضحت المصادر، أنه فور توصل فرقة الشرطة القضائية لأمن آنفا بمعلومات حول وقوع الجريمة، انتقلت عناصر منها الى زنقة المقبرة الإسرائيلية، لإجراء معاينة، فتم إيقاف الجاني بالطابق الأول للمنزل, بعد أن تمت معاينة آثار الدماء على الأرض ببهو الطابق الأرضي، وبإرشادات من الجاني تم حجز أداة الجريمة التي تخلص منها برميها داخل سور المقبرة القريبة منه. وقد كشف التحقيق مع المتهم بقتل والدته، أنه يعاني من أمراض نفسية، و صرح أنه كان يتلقى علاجاته بالجناح 36 بمستشفى الطب الجامعي ابن رشد، وتوقف عنها ما يقارب السنة والنصف عن علاج مرض انفصام الشخصية (schizophrénie)، من جهة ثانية، انتقلت عناصر الأمن إلى المحيط السكني للجاني، حيث أكد جيرانه أنهم لم يسبق لهم أن شاهدوا الجاني ووالدته في خصام أو شجار، مؤكدين أن الجاني يعاني من مرض عقلي. المتهم اعترف أثناء التحقيق معه، أنه هو فعلا من قام بطعن والدته، إذ ضربها في الأول من الخلف وبعد استدارتها قام بضربها ضربتين الأولى في الوجه والثانية على مستوى الصدر، كما صرح أنه لم يكن يريد قتلها وأنه لا يعرف كيف تمكن من الاعتداء على والدته وأن السبب في ذلك أنه أحس أنها تغيرت في تعاملها معه، وكأنها امرأة أخرى، على حد تعبيره، وأن السكين المحجوزة حملها من المطبخ وطعن الضحية ثلاث طعنات. يذكر أن المعدل السنوي لجرائم قتل الأصول أو الفروع والتي يتسبب فيها أشخاص يعانون من أمراض نفسية وعقلية تنامت في السنوات الأخيرة بشكل مثير, الأمر الذي يدق ناقوس الخطر ويستدعي الإسراع بإعتماد منظومة جديدة للطب النفسي وفق مقاربات جديدة تضمن استمرارية العلاج في مراكز في المستوى.