الاستقالة الجماعية التي أقدم عليها المجلس القروي لجماعة تيلمي التابعة لقيادة امسمرير إقليم تنغير، والتي شملت الرئيس و11عضوا ؛ جاءت مباشرة بعد اجتماع للمجلس في دورة استثنائية الجمعة فاتح فبراير الجاري. وقد جاءت على خلفية ما اعتبره المستقيلون تهميشا ممنهجا لجماعتهم؛ ولم تنفع أولى محاولات عامل الإقليم في ثني المستقيلين عن الرجوع عن قرارهم بعد اللقاء الذي جمعه بهم في مبنى عمالة الإقليم بتنغير الاثنين الرابع من الشهر الحالي وبحضور رؤساء المصالح الخارجية، ولم تجد كل المفاوضات في إقناعهم بالعدول عما اعتبره المستقيلون خطوة جريئة وضرورية للفت الانتباه الى مصالح جماعتهم . وتبقى أهم ماحملته الاستقالة الجماعية الموجهة إلى عامل الاقليم وقائد امسمرير والتي توصلت الجريدة بنسخة منها المستندة إلى المقتضيات القانونية الواردة بالميثاق الجماعي ، الاستقالة التي تحمل لغة احتجاجية على عدم إعطاء الاولوية لما يمس بالأساس البنية التحتية للجماعة وقوبلت بالرفض وعدم المبالاة، علما بأن المنطقة مستهدفة وتدخل ضمن برنامج التنمية البشرية ؛كتمويل مشروع تعبيد الطريق الجهوية رقم 704 الرابطة بين جماعة تلمي وإملشيل والطريق الإقليمية التي تربط الجماعة وجماعة ايت هاني عبر تمتتوشت والتي ستكون رابطا سريعا نحو مدينة تنغير، كما أن الجماعة لم تستفد من مجموعة من البرامج التنموية الممولة من طرف وزارات مختلفة و من دعم صندوق التنمية القروية على غرار باقي الجماعات المجاورة . ومن جانب آخر، وبشأن الخدمات الادارية بالجماعة، أشارت الاستقالة الى عدم تغطية وتسهيل الولوج إلى الادارة الرقمية بالجماعة و افتقاد ساكنتها لخدمات طبية ناجعة مع تعميم الاستفادة من نظام المساعدة الطبية رميد منددة بالوضع المهترئ للبنيات التي تعرفها المؤسسات التعليمية بالجماعة، إضافة الى حرمان الجماعة من الاستفادة من بعض الامتيازات في المواد الغذائية كالشعير المدعم . وتجدرالإشارة إلى أن عدم تمكن عامل الإقليم بداية يناير الماضي ، من الاستجابة لطلب استقبال أعضاء المجلس المشكل من أغلبية محسوبة على كل من حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية ثم حزب التجمع الوطني للأحرار؛ كان بمثابة الشرارة الأولى لتأزم العلاقة بين عامل الإقليم والمستقيلين وتشبثهم باستقالتهم معتبرين أن ما أقدموا عليه «يأتي تجسيدا لدورهم كمنتخبين للدفاع عن حقوق المواطنين ومكتسباتهم والتخطيط لتنمية منطقتهم دون تراجع أو تغافل وليس جريا وراء المناصب والكراسي فقط» .