عبر أعضاء من داخل المكتب المسير لمجلس مدينة الدارالبيضاء وبعض رؤساء المقاطعات، عن عزمهم رفض تسلم السيارات التي اكتراها مجلس المدينة، وهي سيارات من نوع «بوجو 508». وقال مصدر من داخل المكتب، إن سبب رفض هؤلاء ركوب هذه السيارات يعود للبس والغموض الذي شاب صفقة عملية كراء هذه السيارات وبالأعداد المتحدث عنها. وأضاف المصدر ذاته أن السيارات المخصصة لأعضاء المكتب ورؤساء المقاطعات من جهة تدخل في ما يعرف ب «لونتري گام»، أي أنها ليست بمستوى السيارات السابقة التي كانوا يركبونها «سيطروين C5»، والتي اكتريت بثمن 800 مليون فقط! أما اليوم، فإن أسطول هذه السيارات فاقت قيمته ثلاثة ملايير. وأكدت مصادرنا أن الرافضين ركوب السيارات الجديدة اعتبروا أن كراء هذه السيارات يدخل في إطار تبذير المال العام، خصوصاً وأن جماعة البيضاء تعيش عجزاً مالياً غير مسبوق جعل وضعيتها تلج منطقة «الخط الأحمر» بالنسبة للوزارة الوصية التي رفضت التأشير على ميزانية الجماعة برسم 2013! ومن بين الرافضين ل«الهدية» ، من اعتبر أن توزيع السيارات مع اقتراب دورة الحساب الاداري، يدخل في باب محاولة إسكات البعض في أفق تمرير الحساب الإداري، خصوصاً إذا علمنا أن أعضاء المكتب الموسع الذين يفوق عددهم ثمانية نصفهم من حزب العدالة والتنمية، سيستفيدون من هذه السيارات رغم أنهم بدون مهام، وكذلك الشأن بالنسبة لمسؤولي اللجن المنبثقة عن «ميثاق الشرف». مسؤول صرح لنا من جهته، بأن الصفقة التي أشرف عليها مصطفى الحيا من حزب العدالة والتنمية، تناقض شعار الحكومة الداعي للتقشف وترشيد النفقات في المؤسسات العمومية، إذ بعد أسابيع من تسلمه تفويض «اللوجيستيك» يشرف على صفقة لكراء السيارات تفوق الثلاثة ملايير فقط ليركبها المسؤولون ، علما بأن ميثاق الشرف الذي خول له هذا التفويض ، وُقع مع الفرقاء السياسيين بغاية الحد من تبديد المال العام في « الكماليات» كما كان يرفع دائما فريق العدالة والتنمية في سائر خرجاته الإعلامية! ويذكر أن سبعة أعضاء في المكتب هم في عطالة سياسية، لأنهم لا يتوفرون على أي تفويض، أي أنهم بدون مهام، ومع ذلك، سيستفيدون من السيارات. وقد عمد «أصحاب الصفقة»، حسب مصادر من داخل إدارة الجماعة الحضرية للدارالبيضاء، إلى نهج «التمييز» حتى في عملية انتقاء المستفيدين وكيفية توزيع السيارات. فهناك من الموظفين من توصل بسيارته (خصص للموظفين سيارات من نوع بوجو 206)، وهناك من مازال ينتظر، وسبق هذه العملية تعيين البعض في مراكز المسؤولية من أجل الاستفادة. الغريب في العملية، أن المشرفين على الصفقة منحوا الكاتب العام الجماعي (الناصري) سيارة من نوع بوجو 508، مثله مثل رؤساء المقاطعات، فيما استفاد باقي الكتاب العامين في المقاطعات من سيارات 206، وهو ما أثار غضب البعض منهم، على اعتبار أن هناك موظفين وهناك «سوبير موظفين» على حد تعبير أحدهم.