الساعة تشير إلى الثامنة صباحا من يوم الجمعة، وحشود المواطنين الذين قدموا من قلب المدينة ومن خارجها التأمت في المدخل الرئيسي للمستشفى الإقليمي لمدينة جرسيف رغبة في الاستفادة من الخدمات الطبية. ساعات بعد ذلك، بدأت سحابة الاستياء والتذمر تخيم على وجوه المواطنين من كثرة الانتظار، والسبب حسب ما أجمع عليه العديد من سكان المدينة يكمن في النقص المهول في عدد الأطباء والممرضين، أضف إلى هذا انعدام التجهيزات الطبية. فبعد أن استبشر «الجرسيفيون» خيرا لما بلغهم نبأ افتتاح مستشفى إقليمي بالمدينة يتوخى منه تقديم خدمات طبية ترقى إلى مستوى عدد سكان الإقليم المتوافدين على أقسام المستشفى، و توفير عبء الانتقال إلى مستشفى ابن باجةبتازة، فوجئ الجميع بأن المستشفى مجرد بناية و لا يتوفر على أهم التخصصات المفروض توفرها في كل مستشفى إقليمي، وحتى إن توفرت فهي معطلة، وأضحت خدمات هذا المستشفى تتقلص يوما بعد يوم، واستمر إرسال المرضى في معظم الحالات إن لم نقل في مجملها إلى مستشفى ابن باجةبتازة. وحسب مصدر طبي، فإن قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بجرسيف يستقبل أكبر عدد من المرضى على صعيد جهة تازةالحسيمة تاونات جرسيف، نتيجة انعدام الأطباء بأكثر من خمسة مراكز صحية تابعة لإقليم جرسيف.