أسفرت الحملة الأمنية التمشيطية الواسعة التي جرت في الأسبوع الماضي على مستوى تراب مدينة أكَادير، عن إيقاف 500 متلبس بمن فيهم نساء وقاصرون تم ضبطهم متلبسين بمختلف الجرائم كالضرب والجرح والسرقة الموصوفة والسرقة بالتهديد بالسلاح الأبيض، والإتجار في المخدرات وإصدار شيك بدون رصيد والنصب عبر طرق احتيالية... كما تمكنت الحملة التي عرفت مشاركة جميع العناصر الأمنية بالدوائر والمفوضيات الأمنية ومختلف فرق الشرطة القضائية بولاية أمن أكَادير، من إيقاف أزيد من 200 شخص مبحوث عنه سواء على المستوى المحلي أو الوطني، وذلك بموجب مذكرات بحث وطنية صدرت بالعديد من النيابات العامة بالابتدائي والاستئناف. وقد عزا مسؤول أمني هذه الحملة في هذه الظرفية بالذات إلى محاولة تقويض الجريمة التي أصبحت في السنين الأخيرة تتنامى لأسباب عديدة، وخاصة جريمة السرقة بكل أنوعها والمتاجرة في المخدرات بأصنافها المشهورة الشيرا، القرقوبي ،الكوكايين، ماء الحياة، وباقي الكحول التي تكون السبب الحقيقي في ارتكاب جرائم أفظع تؤدي في النهاية إلى جرائم القتل، وإصابة المعتدى عليهم بعاهات مستديمة. وقد واكبت عدة دوائر أمنية بما تتوفر عليه من عناصر، هذه الحملة وخاصة بالأحياء الشعبية الكبرى كحي تيكوين المتاخم لواد سوس، حيث ينشط فيه تجار المخدرات وماء الحياة والأقراص المهلوسة على امتداد هذا الواد من تارودانت إلى أيت ملول. وهكذا تمكنت المفوضية الأمنية بتيكوين وخاصة بمنطقة أخنيش بجانب الواد يوم الجمعة الماضي وصبيحة السبت من إيقاف 9أشخاص من أجل الإتجار في المخدرات، وعصابة إجرامية مختصة في سرقة سيارات الأجرة الكبيرة، وحجز 32 لترا من ماء الحياة و03 كيلو من مادة الكيف والتبغ المهرب و4 دراجات نارية من الحجم الكبير مسروقة تحمل أوراقا مزيفة، حيث تمت إحالة اثنتين على النيابة العامة والأخريين على الجمارك. لكن هذه الحملة التمشيطية ورغم ما بذلته من مجهودات لتطهير المدينة من الجريمة، فإن القضاء على مختلف الجرائم يتطلب تنسيقا أمنيا من قبل مختلف قوات الأمن بما فيها الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة لأن عددا من المجرمين يهربون إلى الجماعات المجاورة كلما أقيمت حملة في مدينة أو جماعة معينة، حيث يظلون هناك متخفين إلى هدوء العاصفة ثم يعودون لينشطوا في جرائمهم من جديد، بدليل أنه على امتداد واد سوس من إقليمتارودانت إلى مصب الوادي بإنزكَان، يختبئ المجرمون المبحوث عنهم وينشط تجار المخدرات بكل أنواعها هروبا من المراقبة والمطاردة، مما يستوجب تكثيفا أمنيا بين الدرك والأمن الوطني للقضاء على هذه الجريمة التي تأتي من خلف المدن ومن المناطق المتاخمة لحدود تراب الدرك والأمن الوطني بين الدراركة وتيكوين وبين القليعة وأيت ملول وبين أولاد تايمة وأولاد دحو، وبين جماعة أورير ومدينة أكَادير، وخاصة على مستوى الجبال.