من هي ريتا معلوف بعيدا عن الإعلام ؟ شخص مرح إجمالا يعاني درجة دائمة من الاكتئاب بسبب الاخبار وما يفعله الانسان بنفسه وبغيره. كل اهتماماتي في الحياة بعيدة عن السياسة... رسم وعلم نفس وطاقة وموسيقى. وانا إنسانة غير اجتماعية ومقصرة دائما في واجباتي الاجتماعية، أكره الطائفية والتمييز العرقي، وكل ما يفرق الانسان عن إنسانيته. عائلتي مهمة، لأن العائلة تساوي الأمان، وأنا افتقد ذلك الشعور منذ تركت سوريا. ماذا أضاف لكِ انضمامك إلى قناة «سكاي نيوز عربية»؟ كل مكان عملت فيه أضاف إليّ الكثير، لكن المميز في «سكاي نيوز عربية» إنها كانت محطة جديدة. عندما دخلت إلى الاستوديو أول مرة كان لا يزال قيد الانشاء، وعملنا ما يقارب ثلاثة أشهر تحت الهواء في نشرات تجريبية ننتظر يوم البث كحدث مصيري. كنت من ضمن المجموعة الأولى التي التحقت «بسكاي نيوز عربية» ولدينا شعور انها أكثر من مكان عمل بل كان لنا دور في تأسيسه ضمن فريق عمل من أهم الخبرات العربية والأجنبية. وقد حظيت بفرصة لم تتح إلا لقلة من الإعلاميين، أي أن أقدم أول نشرة في محطة جديدة. إنها تجربة اضافت إليّ الكثير، مهنيا ومعنويا. هل تقديم الأخبار عمل يتطلب خبرة طويلة، أم هو قراءة لما هو مكتوب فقط؟ وهل تجذبك البرامج الحوارية ؟ الخبرة تعني التمكن والأريحية والمعرفة بالمواضيع المطروحة، أما القراءة فهي ألف باء مهنة المذيع، وهي لاتكفي للعمل في محطة مختصة بالأخبار، لأننا في الكثير من الأحيان نرتجل على الهواء، إضافة إلى كثافة المقابلات التي نجريها خلال الساعة الإخبارية، وهي بالطبع ليست مكتوبة أمامنا. أما البرامج الحوارية فهي تجذبني إذا قدمت معلومة مفيدة، لأننا بتنا نرى أن أغلب المقابلات هي لملء الوقت. اجمالا افضلها لأني بطبعي أكره الجدال الذي لا يفضي إلى نتيجة. ما هو طموحك؟ في البداية تنقلت ما بين الصحافة الاجتماعية والفنية. كان هذا ضروريا لمعرفة الاتجاه الذي يلائمني، حتى أتخصص فيه. فمن الأساسي أن يعمل الصحافي بكل المجالات الممكنة في بداية مهنته، أما الآن فطموحي برنامج غير سياسي يقترن بإسمي. هل يجب أن يكون الإعلامي حياديا، أم هناك ضرورات تبيح المحظورات؟ الحيادية مطلوبة مهنيا، لكن الإعلامي لا يعمل وحيدا بل في وسيلة لديها توجهات باختلاف درجة وضوح التوجه. مثلا هناك إعلام رسمي ناطق باسم دولة وإعلام آخر تابع لحزب، فلا تستطيع أن تطلب منه الحياد، انما في محطات الاخبار الكبرى الحياد او استعراض كافة وجهات النظر أمر ضروري ليكتمل الخبر. هل يؤثر الإعلام المسيّس على الشعوب، أم هذا صعب في ظل وجود محطات إعلامية كبرى عديدة؟ الإعلام المسيس يوثر في الشريحة التي تتابعه. خلال العامين الماضيين، أصبح المشاهد العربي أكثر اهتماما بالأخبار. ومع المتابعة المستمرة، صار يميز بين الإعلام الذي يحاكي وجهات نظره والوسائل الأخرى التي تعارض ما يؤمن به، وبالتالي أصبح انتقائيا في متابعته. هناك وسائل إعلام تعرض أمورا مثيرة للضحك ولا يمكن لأحد أن يصدقها، مع ذلك تكتشف انها متابعة وبشدة من شريحة ما. الإنسان ميّال بطبيعته إلى تصديق الأمور التي تعجبه أو التي تعطيه الإحساس بالأمان، وهذا يعرف بالنكران. فالليبرالي لا يتابع القنوات الإسلامية والعكس صحيح. كما أن الموالي لنظام ما يتابع القنوات الموالية ويصف الأخرى بالمغرضة. أنت مقلة في الكتابة. هل تشعرين بأنها عالم خاص بعيدا عن الكاميرا؟ أنا مقلّة بالكتابة لأنّ مهنتي تلعب دورا كبيرا في ذلك. لا أستطيع أن أكتب من دون أن أعبّر عن رأيي، وهذا غير محبذ كوني مذيعة أخبار والمفروض عليّ الحياد في وسائل التواصل الاجتماعي أو المقالات، إضافة إلى أن آرائي قد لا تناسب شرائح واسعة وخاصة في المواضيع الاجتماعية والدينية، لذلك احتفظ بآرائي لنفسي وللدائرة المقربة مني. كيف تنظرين إلى الوضع في سوريا اليوم؟ لن أتحدث كثيرا عن الوضع الكارثي في سوريا، فقد شبعنا كلاما والناس تريد حلا بعدما وصلت الأمور إلى هذا الحد. هناك دولة تتحمل المسؤولية في توفير الأمن لكل المواطنين. والشعب السوري هو من يقرر مصيره لكن لم يذكر أي طرف ما الآلية التي سيقرر الشعب مصيره من خلالها ومتى، خصوصا أن الأمور لم تعد تحتمل مزيدا من المماطلة على حساب الشعب. أما موضوع الانتخابات في العام 2014 فغير واقعي، ولن يجلب سوى دمار اعظم من الذي يحصل الآن. هل تستطيعين التزام الحياد وأنت تقرأين الأخبار عن الدمار الذي يحلّ بالمدن من دون تفريق بين مؤيد ومعارض؟ الحياد بشكل أساسي يتبع البيئة المحترفة التي نعمل فيها، والتي تفرض علينا أن ننظر للحدث بكل أبعاده. ولكن لا تتخيل كم هو مؤلم أن تتحدث عن الخراب الذي يطال الجميع. ومن المعيب برأيي أن نصنّف الناس في مصائبها. وبغض النظر عن موقفي، لدي دائما اهتمام بمعرفة وجهة النظر الأخرى مهما كانت، شئنا أم أبينا. فكل طرف جزء من الخبر لا يمكن تجاهله.