لم يتمكن طلبة جامعة محمد الأول بوجدة صباح الأربعاء 16 يناير الجاري من اجتياز الامتحانات، حيث قامت مجموعة من الطلبة، ولليوم الثالث على التوالي، بإخراجهم من مدرجات كلية الحقوق ومنعهم من اجتياز الامتحان مصرين على المقاطعة وتأجيل الامتحانات إلى ما بعد عطلة الطور الأول. وكان طلبة كليتي الحقوق والعلوم بجامعة محمد الأول بوجدة قد اصطدموا صباح الاثنين 14 يناير الجاري بمجموعة من الطلبة، قالوا بأنهم أقلية تنتمي إلى إحدى فصائل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، تمنعهم من ولوج الكليات بإغلاق أبوابها بالسلاسل والأقفال وتدعوهم إلى مقاطعة امتحانات الدورة الأولى. تصرفات أثارت حفيظة غالبية الطلبة ووصفوها بالطائشة والصبيانية وغير المسؤولة، خاصة وأن مجموعات طلابية أخرى تنتمي إلى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب اعتبرت الأمر «نزوات شخصية» لأقلية طلابية اتخذت قرارا انفراديا بالمقاطعة في ساعة متأخرة من ليلة الأحد 13 يناير خلال حلقة نقاش في غياب ملف مطلبي جاهز أو سبب مقنع للمقاطعة. وقد شهد محيط الجامعة، خلال اليوم الأول، مناوشات بين الطلبة تحولت في بعض الأحيان إلى عراك بالأيدي، كما عرف حضورا أمنيا مكثفا جعل غالبية الطلبة يأملون في تدخل لفرض النظام حتى يتمكنوا من اجتياز امتحاناتهم في وقتها... وأمام إصرارهم على اجتياز الامتحان وتدارك الأمر، قامت عناصر الأمن صباح الثلاثاء 15 يناير بمرافقة الطلبة إلى أبواب كلياتهم، إلا أن العناصر المتبنية لقرار المقاطعة تسللت إلى المدرجات والأقسام وطلبت من الطلبة مغادرتها. وفي بني ملال احتشد طلبة كلية العلوم و التقنيات التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان, صباح يوم الإثنين الماضي, أمام مدخل الكلية بحي امغيلة مطالبين بتأجيل امتحانات منتصف السنة الجامعية ، و التي كان مقررا انطلاقها يوم الإثنين بكلية متعددة الإختصاصات ، فيما من المقرر انطلاق هذه الإمتحانات في كلية العلوم و التقنيات يوم الثلاثاء . مطالبة الطلبة بالكليتين بتأجيل الإمتحانات تزامن أيضا مع احتجاجهم على قرارات الطرد التعسفية في حق بعض الطلبة و رفضهم كذلك للنقطة 7/10 الموجبة للسقوط و خفضها إلى 0/10 رغم أن ذلك من اختصاص وزارة التعليم العالي التي قررت ذلك و ليس إدارة الكلية, كما صرح بذلك أحد المسؤولين بالكلية . الطلبة طالبوا كذلك بتوفير وسائل العمل بالمختبرات التطبيقية و أدانوا ما تعرضت له طالبة من طرف أحد الأساتذة الذي قام بإهانتها أمام الطلبة, مؤكدين على ضرورة فتح حوار موسع معهم ، مصرين على مقاطعة الإمتحانات و الإعتصام بمداخل الكلية إلى غاية تنفيذ مطالبهم المشروعة و مطالبين برفع العسكرة على الحرم الجامعي. مسؤول بالكلية صرح للجريدة بأن جميع التجهيزات العملية متوفرة بالكلية, حيث تم اقتناء 30 حاسوبا و أكد على أن باب الحوار مفتوح أمام الجميع ، و أن الوزارة ستعقد قريبا ندوة وطنية حول البيداغوجية لإعادة النظر في النقطة الموجبة للسقوط, مع العلم بأنه ستتخذ جميع الإجراءات الجزرية التي ينص عليها القانون في حق كل من ثبت إخلاله بالنظام العام داخل المؤسسة . و معلوم أن حوالي 26 طالبا ينحدر جلهم من إقليمأزيلال مازالوا في حالة اعتصام مفتوح بالكلية منذ 70 يوما من أجل الإستفادة من الحي الجامعي يعيشون أوضاعا مزرية و ظروفا اجتماعية صعبة، في حين يواصل الطلبة تنفيذ قرارهم بمقاطعة الإمتحانات سواء على مستوى كلية العلوم و التقنيات و الكلية متعددة التخصصات أو كلية الأداب التي ستنطلق امتحاناتها قريبا .