يبدو أن تجليات الأزمة الاقتصادية التي تضرب دول عديدة في أوربا بدأت تظهر بشكل واضح، حيث تغيرت رياح الهجرة وبدأت تهب نحو الجنوب. فحسب موقع «ريكروت» الأوربي المعروف، والمتخصص في البحث عن فرص العمل في مختلف مناطق العالم، فإن عدد الشباب الفرنسي الراغب في الحصول على عمل في الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط، وخصوصا في المغرب، تضاعف خلال السنوات الست الأخيرة. وذكرت مديرة الموقع، شارلوت ليفور، في تصريح لموقع «أوروب1»، فإن الموقع يتوصل شهريا من فرنسا بما يقارب 300 أو 350 طلب عمل في المغرب، وقالت: «لقد أضحى الأشخاص مهتمون بالعمل في المغرب. وتأتي تلك الطلبات بالدرجة الأولى من فرنسا. وحسب مواقع تشغيل مغربية أخرى، فإن طلب عمل من أصل كل عشر طلبات مصدره فرنسا. ويرجح المتتبعون لهذا التحول أن تكون الأسباب الكامنة وراء ذلك متمثلة في الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى القرب الكير بين فرنسا والمغرب، إذ لا يتطلب الأمر سوى رحلة لمدة ساعتين عبر الطائرة. ورغم أن الأجور التي قد يتقاضاها طالبو العمل الفرنسيين في المغرب قد تبدو هزلية مقارنة مع ما هو معمول به في فرنسا، غير أنهم يراهنون على إمكانية مضاعفة الأجر في فترة زمنية وجيزة، عكس ما يمكن أن يحدث في بلدهم.