التفاتة إنسانية وفنية طيبة، ستميز الدورة الرابعة عشر للمهرجان الوطني للفيلم التي ستنظم بطنجة في الفترة الممتدة بين الفاتح والتاسع من شهر فبراير القادم، التفاتة تتجلى في تكريم فنانين مغربيين قديرين كبيرين، بصما على مشوار فني جد مضيء في عالم الدراما المغربية منذ العشرات من السنين ، مسرحيا، تلفزيونيا وسينمائيا.. لا شك أنها ستترك الأثر والوقع الطيب في نفوس جميع المتتبعين لشأن الدراما الوطنية وللرواد المحتملين للمهرجان في دورته القادمة ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بفنانين، يعانيان، في الفترة الراهنة، من وضع صحي صعب وحرج، يحتاجان فيه لدعم معنوي أكثر منه مادي، ومن اعتراف من الزملاء ومن المهنيين ومن المشرفين على المجال.. أكثر من أي طرف أو أطراف أخرى .. إنهما الفنانان القديران عائشة ماهماه ومحمد بنبراهيم، اللذان أتقانا أدوراهما في التراجيديا والكوميديا، في الأدوار الهزلية، والشريرة.. لأزيد من ثلاثين سنة، جعلت منهما رقما ثقيلا في كل عمل درامي يخوضانه بفضل خصوصياتهما الأدائية المطبوعة بالتلقائية والعفوية النابعة من التمكن من «الحرفة» التي لازمتهما منذ الصغر. فعائشة السيدة المراكشية - الأم لخمسة أبناء - التي دخلت الأسبوع الماضي لإحدى المصحات بالدارالبيضاء بسبب محنة صحية صعبة، ولجت عالم الدراما المغربية، بداية من باب المسرح البلدي بالدارالبيضاء، حيث درست الدراما، وهي لاتزال في ريعان شبابها، ثم بمسرح الهواة لتشق طريقها نحو الاحتراف، بداية من الثمانينيات من القرن الماضي إلى جانب مجموعة من الفرق المسرحية، وبالموازاة، المشاركة في العديد من الانتاجات السينمائية والتلفزيونية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر سيتكوم «نسيب الحاج عزوز»، أفلام سينمائية وتلفزيونية : «ماجد»، «فاطنة»، «خلخال الباتول»، «حكايات زروال«، «خريف العمر»، «ailes brisees»، «ici et la»، مسلسل وفيلم «رحيمو»، «حدائق سميرة»، «bizdaz »، سلسلة «كافي تياتر»، سلسلة «عائلة السي المربوح»، فيلم «image refusee»، الفيلم الاسباني+kasbah»، مسلسل «بسمة المساء»، سلسلة «واحد من زوج»، مسلسل «ولاد الناس»، فيلم «حرم السيد عصمان»، فيلم «الطريق المجهول»، سكيتش «جاري جاري» و سكيتش «اضحك معنا في رمضان»، فيلم «l ogre et la colombe» فيلم «la regle de l homme» مسلسل«المستضعفون...» وهي كلها أعمال أبانت من خلالها عن كاريزما قوية، لكنها في الواقع، كما يعرفها زملاؤها وزميلاتها في الميدان والمحيطين بها، إنسانة خجولة ومرحة تنأى بنفسها بعيدا عن الأضواء.. أما الفنان الفطري والمتعدد المواهب محمد بنبراهيم، فقد تمكن من أن يشق طريقه الفني دون أن يتلقي الفن في مدارس أو معاهد، بل بعصامية رسم من خلالها، بداية، البسمة على وجوه جمهوره المغربي العريض من خلاله مشاركاته الكثيرة في اسكيتشات ومسرحيات هزلية بلكنته «البدوية» المميزة ، لتأتي، في ما بعد، مرحلة الانطلاق السينمائي - التلفزيوني الواسع ، التي أزالت الستار عن شخصية درامية باطنية أخرى، مغايرة للأولى، وهي قوية كشفت عنها مشاركاته على سبيل المثال لا الحصر في الأفلام السينمائية «بيضاوة»، «ليام أليام»، «قصة وردة»، «فيها الملح والسكر او مبغاتش تموت»، «محاكمة امرأة»، «فين ماشي ياموشي»، العودة» «كازا نيكرا»، «زيرو» و«الطريق إلى كابول»... ، والأفلام التلفزيونية، كفيلم «48 ساعة» و«الشاوش». والمسلسلات ك «الساكت» ... لفريدة برقية... التكريم / الحدث الذي سيميز الدورة الرابعة عشر للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة سيرخي بظلاله ولاشك، على مسابقات وعروض المهرجان وعلى جوائز المسابقة الرسمية التي سيدخلها أربعة عشر فيلما قصيرا وهي «الهدف» لمنير عبار، «زهار» لأسماء المتقي، «أخطاء متعمدة» لعبد الإله زيراط ، «ألوان الصمت» لأسماء المدير، «ج» لأمير رواني و«رقصة مع اسمهان» لسامية الشرقيوي، «رصيف القدر» لأمينة السعدي، «اللعنة» لفيصل بوليفا، «إنطروبيا» لياسين ماركو ماروكو، «يوم الحياة..» لأمين أوالمكي، «غادي نكمل» لرشيد زكي، «يدور» لمحمد مونا، «فوهة» لعمر مولدويرة و«وجها لوجه» لمراد الخودي، وكذا حوالي عشرين فيلما أنتجت مباشرة الدورة الأخيرة الثالثة عشرة..