انتهت السنة. شكرا للمصادفة السعيدة مازلت حيا. وانصرف شعب المايا إلى خرافة أخرى، وعادت الشعوب إلى مغارات خيبتها، بعد أن استمر العالم بدونها. وإني لأعترف، أن بعض الأساطير يأسنا العالي و بعضها ترف.. مازلنا أحياء بالرغم من كل الأسباب المنطقية لكي نموت، ونغرب في الغياب، ونترك لما بقي وراءنا الكثير من رماد الشغف.. نحيا كما أرادت قصة فارس لاروست: نواصل الحرب، بدون أن ندرك بأننا ميتون. وأن الذي بين أيدينا سيف من خزف، لم نمعن فيه النظر جيدا لكي نرى ما فينا انخسف. سنة أخرى تنتهي، ونحن نقترب من النهاية سنة أخرى ونبتعد سنة أخرى عن ...الشرف! وداعا أيها العام القديم رحلت وتركت وراءك العالم القديم يلهث الأحياء وراءه شغفا على شغف.. سنة جديدة لكل السعداء بما سيأتي، ولكل السعداء بما سيبقى، ولكل السعداء بما تلف. أما أنا فليس لي ما أحيي به ذكرى عيسى المسيح، سوى قصص صغيرة لتمضية الوقت، وقصص أخرى لقتله، وقصص ثالثة ..للخرف. ليس لي ما أهيء به الصبايا ولا ما أدنو به من الأميرات أو أرفعه كقبعة .. للرعاع، أنا لي فقط تجرأت على عيشه كثير من الفقر وقليل من الفرح.. تركت العالم لكم، أنتم أيها السادة الذين تعرفون فن الخنوع وفن التلصص، وفن الخداع.. وتعرفون من أين توكل .. الكتف! أنا لي ما يمضي، وأنا لي ما مضي، نقيا طاهرا، بلا أبهة وبلا صلف! أنا لي ابتسامة الشهيد، ولي ساعد أبي، ولي مرفق الأرملة، ودم الفقير، وحرارة العبيد في الصراخ: يا رب هذا العالم الذي يولد من أغلالنا متى ينتهي هذا العسف؟ سماء صغيرة تكفي لنغطي بها حقلا صغيرا ونهديه في صورة إلى طفلة سنتها السعيدة قادمة وبدوننا، ربما، سيكون العالم أفضل، وسيكون أوسع، وسيكون أنظف!!