موضوع العنف ضد النساء كان حاضرا مساء يوم الأربعاء الماضي من خلال ندوة نظمتها المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بسيدي بنور بتعاون مع الجمعيات الشريكة و تلك المنضوية تحت لواء دار الشباب ، تماشيا مع الحملة الوطنية العاشرة لمحاربة العنف ضد النساء ، أطرها إلى جانب السيد المندوب الإقليمي للتعاون الوطني كل من الدكتور أحمد العمراني رئيس المجلس العلمي بالإقليم و الأستاذة فاتحة الإدريسي محامية بهيئة الجديدة و السيد عبد الغني حيدان ممثل الجمعية النسائية لمناهضة العنف ضد المرأة و قام بتسيير أطوارها السيد مدير دار الشباب بذات المدينة ، حضرها ممثلون عن المجلس البلدي و الأساتذة و مجموعة من الجمعيات المدنية المهتمة بالموضوع و عدد من الأمهات و الفتيات و ممثلي وسائل الإعلام الوطنية بالإقليم . الأستاذ عبد الحكيم لعمارتي و في متناول كلمته أشار إلى الجانب السلبي الذي يمثله العنف ضد النساء خصوصا في شقه الاجتماعي مبرزا الدور الذي لعبه و يلعبه المغرب في ترسيخ ثقافة المساواة و دور المرأة في المجتمع و ما تلعبه من دور في تحقيق التنمية ، لذلك يقول السيد المندوب الإقليمي صادق المغرب على مجموعة من الاتفاقيات الدولية من بينها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء ، كما أوضح كون صدور الدستور الجديد للمملكة في 29 يوليوز 2011 أعطى دفعة جديدة تمثلت في جيل جديد من الإصلاحات الحقوقية و في ظل عهد جديد للممارسة الديمقراطية جعلت حقوق الإنسان في صلب الاهتمامات و خصوصا حقوق المرأة بما يعتبر مكتسبات شكلت فرصا و إمكانيات هائلة لمواجهة ظاهرة العنف ... من جانبه ، أشار الدكتور أحمد العمراني رئيس المجلس العلمي كون المرأة هي نصف المجتمع أكرمها الإسلام بعد أن وجدها مهانة في كرامتها و منحها حقوقا لم تكن تحظى بها ، غير أن واقعنا يشهد اعتداءات على المرأة و تعنيفا لها فوق الوصف ، بحيث يقول الدكتور يتم تعنيفها كزوجة و كفتاة و يتم الاعتماد في ذلك من طرف العديد ن الناس على نصوص شرعية أساؤوا فهمها نذكر منها ( الرجال قوامون على النساء ... إلى آخر الآية ) و منها ( و أضربوهن...) و يتحدثون عن الضرب بأنه مفهوم قرآني و تشريع رباني ، لكنهم لم يفهموا أبعاد النصوص الشرعية و تطبيقان النبي ( ص )للنصوص الشرعية في حياته ، بحيث لم يثبت عنه ( ص ) أنه يوما ضرب إحدى زوجاته أو عنفها أو ضرب خادما أو عنفه أو أسمعه كلاما يجرحه في شعوره بل قال ( ص ) « خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي « و لم يثبت عن الجيل الأول من الصحابة من روي عنه القول بالضرب أو نفذه ، بل إن تنفيذ الضرب كان بعود الأراك ، وليس كما يحصل في زماننا ، و لعل أسباب العنف و التعنيف الواقع في زماننا هو بعد الناس عن التدين السليم أو عدم تحمل المسؤولية الزوجية أو الفقر ... لهذا يختم الدكتور يحتاج أبناء اليوم أن يعرفوا حقيقة وجودهم و من أوجدهم و لما أوجدهم للسير في هذه الحياة من موقع الفهم السليم و تحمل المسؤولية ؟ الأستاذة فاتحة الإدريسي محامية بهيئة الجديدة تقدمت بعرض في موضوع الحماية القانونية للمرأة في التشريع المغربي حيث تطرقت بعد تمهيد للموضوع إلى إثارة و شرح المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان و نبد العنف و التعذيب و التمييز ... كما تناولت مجموعة من القوانين تهم القانون الجنائي مذكرة بإنشاء قضاء متخصص في قضايا النساء بدءا من النيابة العامة ، كما تناولت في الشق الثاني من مداخلتها الجوانب المتعلقة بحماية المرأة بصفة عامة و ما يصاحب ذلك من إجراءات قانونية . بدوره أدلى السيد حيدان ممثل الجمعية النسائية لمناهضة العنف ضد المرأة بمداخلة أثار من خلالها مجموعة من القضايا التشريعية و القانونية التي تؤكد أحقية المرأة في العيش الكريم و المساواة و حمايتها من كل التعسفات الجسدية و النفسية مع تعزيز الحماية القانونية للنساء ضحايا العنف من خلال الاستماع و الإيواء المؤقت و المصاحبة و الوساطة و ترسيخ أدوات الرصد و التتبع و التبليغ و التمكين من وسائل التحسيس و التواصل لمواجهة كل مظاهر العنف و كل أشكال التمييز ...