في ظل غيابات وازنة، تعادل فريق الرجاء البيضاوي أمام فريق الجيش الملكي، في المباراة التي جمعتهما بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله بالرباط مساء أمس الأول الخميس، برسم مؤجل الدورة التاسعة من البطولة الاحترافية. التعادل كان كافيا لكي يحتفظ فريق الرجاء البيضاوي على زعامته. المباراة، وبالرغم من طابعها «الكلاسيكو»، فإنها لم ترق إلى مستوى قوة الفريقين وطموحهما في البطولة، إلا في الدقائق الثلاث والعشرين الأولى، حيث كان اللعب مفتوحا، وكانت الرغبة في بعثرة الأوراق هدفا لكل من المدرب عبد الرزاق خيري وامحمد فاخر لاستغلالها فيما تبقى من المباراة، من أجل فرض إيقاع لعب يضمن النجاعة والاطمئنان النفسي، لأن الضغط كان على الفريقين معا. وكان أبناء المدرب خيري قريبين من تسجيل السبق في الدقيقة 20، بعدما سدد حمال كرة رائعة أبعدتها العارضة. التهديد شحن لاعبي الرجاء، وزادوا من ضغطهم عبر وسط الميدان، خاصة وأن كوكو كان قادرا على لعب دور السقاء، كما أن الشادلي، وبالرغم من لياقته البدنية المتدنية، كان يعرف كيف يستغل ذكاءه ليخلق المشاكل لدفاع الجيش الملكي، من خلال تمريراته الدقيقة والمليمترية. وبعد العديد من المحاولات تحقق الهدف للرجاء في الدقيقة الواحدة والعشرين، بعدما مرر اللاعب التونسي الشادلي كرة عميقة، قرأ جيدا اللاعب عبد الإله الحافظي مسارها، وعرف كيف يستغل تباطؤ الدفاع، ويتوغل بطريقته المتميزة، ويسجل هدف السبق. وحتى لايتركز الضغط النفسي وثقل الهزيمة نسي لاعبو الجيش الملكي هدف الرجاء، وجعلوا من شباك خالد العسكري هدفا، فأدركوا هدف التعادل في الدقيقة 22، بعدما أودع اللاعب مصطفى المراني الكرة في شباك الرجاء، من كرة ثابتة نفذها القديوي من ضربة زاوية. هدف التعادل، كان ثلجا على المباراة، فتحولت من طابعها المفتوح، إلى مباراة طغى عليها الحذر والجانب التاكتيكي، وليتكدس لاعبو الفريقين في وسط الميدان، فسدت المنافد على القديوي وعبد المومن من الجيش الملكي وعلى الشادلي وكوكو من الرجاء، فبقي الحافظي وبورزوق، وجنيد وعقال بدون إمدادات، وبذلك قلت المحاولات وكثرت تدخلات الحكم بوليفة، الذي لم يكن في مستوى المباراة كعادته في المباراة الكبيرة، وليظلم الجيش والرجاء، لكن الظلم الأشد نزل على الرجاء، عندما طرد كوشام بعد حصوله على إنذارين، كان الثاني مبالغا فيه، لأن اللاعب وهو يسقط وسط مربع العمليات لم يحتج ولم يطالب بضربة جزاء، لكن إلحاح القديوي على الحكم في إخراج الورقة الصفراء، كان المحرك الرئيس في تصرف الحكم بوليفة! النقص العددي لم يشكل ورقة قوة للفريق العسكري، وكاد فريق الرجاء أن يسجل الهدف في محاولتين، الأولى أهدرها بورزوق بأنانيته في الدقيقة 68، والثانية ضيعها الحافظي بعدما تجاوز الدفاع، وبقي وجها لوجه مع الحارس الكروني في الدقيقة 72، لكن أرضية الملعب وتسرع الحافظي حرم الرجاء من ضربة كانت ستكون القاضية. التهديد جعل المدرب خيري يراجع الأوراق، ويعود إلى دكة الاحتياط، فتوالت التغييرات، حيث أدخل الفاتحي وأتبعه بالمسكيني، فنشطت عجلة الهجوم، وبدأ تهديد العسكريين لزميل الأمس الحارس خالد العسكري يزداد، وحتى لايستمر الضغط على دفاع الرجاء، أدخل فاخر كلا من الصالحي والكشاني، فخرجت المباراة من طابعها الحذر والتاكتيكي إلى طابع الهجوم، لكن الوقت كان قد فات. وقبل أن يفوت على الحكم بوليفة يخرج الورقة الصفراء الثانية ضد اللاعب كوكو، ليكمل فريق الرجاء ماتبقى من الوقت بدل الضائع بتسعة لاعبين، لكن النقص العددي لم يضعف الرجاء، ولتنتهي المباراة بالتعادل، ولتدخل جوا مشحونا، بعدما دخل ثلاثة من مكتب الرجاء رقعة الملعب للاحتجاج على الحكم بوليفة، الشيء الذي استدعى تدخل رجال الأمن لحمايته. وإذا كان الحكم يجد من يحميه، فمن سيحمي الفرق من عبث التحكيم؟ سؤال مطروح على مديرية التحكيم. تصريحان عبد الرزاق خيري، مدرب الجيش الملكي «لقد كان التحكيم سيئا، كما أن المباراة لم تحقق الفرجة نظرا للعشب الذي لم يعد صالحا .ماتميز به اللقاء هو كونه لعب في وسط الميدان، وهذا يدل على قوته. الشيء الجميل، هو أن لاعبي فريقي لم يتأثروا بالهدف الذي سجل ضدهم، واستطاعو تحقيق التعادل في ظرف وجيز، وقبل الدخول في مرحلة الضغط». امحمد فاخر، مدرب فريق الرجاء «كان هناك فريقان وجمهور، ولم يكن هناك طرف آخر! (الحكم). مع كل هذا فالمباراة لم تكن سهلة على الفريقين، وطغى عليها الجانب التاكتيكي والنفسي، لأن ثأر نهاية كأس العرش كان حاضرا. أما في ما يخص الملعب فإنه أصبح غير صالح بتاتا».