كان من المتوقع أن تنحسر مبيعات شاشات الكريستال السائل «إل.سي.دي» ببطء حتى تختفي تماما لتفسح المجال أمام شاشات الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء «أو.إل.آي.دي» في كل شيء.. من الهواتف الذكية إلى أجهزة التلفزيون. لكن شاشات الكريستال السائل ترفض الانزواء بهدوء بينما تعمل على تحسين جودة صورتها. وفي الوقت ذاته فان الشركات الرئيسية الداعمة لشاشات «أو.إل.آي.دي» التي يماثل سمكها سمك بطاقات الائتمان وأبرزها شركتا «سامسونغ» و«إل.جي» تجد صعوبة أيضا في جعل التكنولوجيا رخيصة بما يكفي للبدء في الانتاج التجاري. وعرضت الشركتان الكوريتان الجنوبيتان هذا العام تلفزيونات «أو.إل.آي.دي 55» بوصة لكن بسعر بلغ نحو عشرة آلاف دولار أي ما يعادل عشرة أمثال سعر التلفزيون «إل.سي.دي».. ولم تجد طريقها بعد إلى المتاجر. تستخدم شاشات «أو.إل.آي.دي» في هاتفي «سامسونغ غالاگسي إس» و«نوت» الذكيين وتوصف بأنها شاشات المستقبل التي ستحل محل شاشات الكريستال السائل في كل الأجهزة الإلكترونية من أجهزة التلفزيون إلى الكمبيوتر الشخصي وأجهزة الكمبيوتر المحمولة واللوحية والهواتف الذكية. وشاشات «أو.إل.آي.دي» أكثر توفيرا للطاقة وتتيح صورا ذات تباين أعلى من شاشات الكريستال السائل وهي رفيعة جدا بدرجة تجعل أجهزة الهواتف المحمولة في المستقبل غير قابلة للكسر كما يمكن طيها أو لفها مثل الصحيفة. لكن شركات تصنيع ألواح «أو.إل.آي.دي» مثل «سامسونغ ديسبلاي» و«إل.جي ديسبلاي» لم تعالج بعد تحديات كبرى تواجه التصنيع للحد من التكلفة بحيث يمكن منافسة ألواح «إل.سي.دي». وفي الوقت ذاته فان ألواح «إل.سي.دي» التي تستخدم في تسعة أجهزة تلفزيون من كل عشرة ما زالت تتطور ولا تظهر أي مؤشر على الانحسار في أحدث معركة لتحديد المعايير العالمية بعد أقل من عشر سنوات من تسبب شاشات «إل.سي.دي» في القضاء تماما على مبيعات شاشات «البلازما». قال تشونج وون سيوك وهو محلل في «إتش.آي انفستمنت اند سكيوريتيز» «ما زال أمام الشاشات «أو.إل.آي.دي» زمنا طويلا قبل أن تصبح شاشات رائجة.. لأن عليها أن تصبح أكبر وأن تحسن من جودة الصورة». وأضاف «سيظل استخدام الشاشات «أو.إل.آي.دي» مقتصرا على الشاشات الصغيرة خلال السنتين أو الثلاث القادمة على الأقل. لن يكون استخدامها باعتبارها شاشة يكثر استخدامها في التلفزيونات مرجحا قبل عام 2014 .. لكن حتى في ذلك الحين يمكن أن تكون هناك منافسة شديدة مع تلفزيونات «إل.سي.دي» لأن هذه التكنولوجيا تواصل التحسن». وتقول مؤسسة «ديسبلاي سيرتش» ان سيطرة الشاشات «أو.إل.آي.دي» على أقل من عشرة في المئة من السوق العالمية للتلفزيونات لن يحدث قبل أربع سنوات أخرى. وفي الوقت ذاته فان الشاشات «إل.سي.دي» التي لم تتقلص مبيعاتها على الاطلاق تتيح الان صورة ذات جودة أعلى بما يصل الى أربع مرات عن جودة شاشات «أو.إل.آي.دي» واستخدام طاقة أقل مما يحقق طلبا قويا من شركات الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحي. وطرحت شركة «إتش.تي.سي» التايوانية الهاتف الذكي «درويد دي.إن.آي بكثافة صورة تبلغ 440 بيكسل لكل بوصة وهي أكثر الشاشات وضوحا بالهواتف المحمولة حتى الان وهي درجة أعلى جودة من جهاز ال«آي.باد» الذي تبلغ درجة نقاء صورته 330 بيكسل لكل بوصة و«آي. فون 5» بدرجة جودة 326 بيكسل لكل بوصة. وتبلغ درجة نقاء صورة هاتف «جالاكسي إس 3»، الذي تنتجه شركة سامسونغ باستخدام شاشة «أو.إل.آي.دي 306» بيكسل لكل بوصة. وقال كيم بيونج كي المحلل في كيووم سكيوريتيز «حرب البيكسلات كنز ولا شك بالنسبة لمصنعي شاشات «إل.سي.دي». وتكلفة الالواح «أو.إل.آي.دي» تتجاوز مثلي تكلفة ألواح «إل.سي.دي» مما يزيد من أرباح منتجي هذه الشاشات. وقال شخص مطلع طلب عدم نشر اسمه لانه غير مصرح له بالحديث مع وسائل الاعلام انه حتى سامسونج الشركة الرئيسية التي تحمل لواء ألواح «أو.إل.آي.دي» وهي أيضا شركة رئيسية مصنعة لالواح «إل.سي.دي» تروج بشكل مكثف لشاشات «إل.سي.دي» لأجهزة الكمبيوتر اللوحي والمحمول أكثر من الشاشات «أو.إل.آي.دي». كما أن درجة وضوح شاشات «إل.سي.دي» الأعلى تعني أن شاشات «أو.إل.آي.دي» ستجد صعوبة بالغة في تحقيق تقدم في ذلك السوق. ويحذر البعض من نقص في المعروض من شاشات «إل.سي.دي». وقال كيم دونج وون المحلل في «هيونداي سكيوريتيز» «صناعة إل.سي.دي تتحسن بقوة أكبر من المتوقع ومن المرجح أن يكون هناك نقص في المعروض اعتبارا من 2013 ».