أيام 14/ 15/ و16 دجنبر الحالي ، سيكون مناضلات ومناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على موعد مع مؤتمرهم الوطني التاسع ، ومن خلاله على موعد مع سيل من الاسئلة والقضايا المرتبطة بجسد الاتحاد وتنظيماته عبر التراب الوطني من جهة ، والوضع السياسي ، الاقتصادي والاجتماعي ببلادنا من جهة ثانية .. هو مؤتمر عاد في ظروف ، إن لم تكن استثنائية فهي ، بالضرورة ، مصيرية بالنسبة لحزب وطني كبير يضع نصب أعينه الماضي والحاضر والمستقبل ، من باب الوفاء إلى نضالات من قدموا الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن طيلة عقود خلت أولا ، والقراءة العقلانية ، الموضوعية والشجاعة لواقع الحزب تنظيميا وإشعاعيا ثانيا ، ووضع الخطوط العريضة لمرحلة جديدة من النضال إنطلاقا من كل ما سبق ثالثا . هو أمر ثابت عند كل محطة تنظيمية بهذا الحجم ، رغم كل الخلافات والاختلافات المرتبطة بتعدد الرؤى والافكار حول بعض القضايا ، ورغم كل ما قد يشاع بخصوص تركيز التفكير حول الانتخاب للأجهزة وحصر محطة المؤتمر في البحث عن المواقع التنظيمية لا أقل ولا أكثر . ليس لأن الطموح التنظيمي غير حاضر لدى المؤتمرات والمؤتمرين ، ولكن ، أساسا ، لأن الاسئلة الحارقة المرتبطة بالاتحاد والوطن تظل هي الاصل في تعاطي الاتحاديات والاتحاديين مع هذه المحطة .. المسألة هنا مرتبطة بالضمير الاتحادي ، بتصريف بواعث القلق المتحكم في أبناء القوات الشعبية، بإلزامية وضع رسالة القواعد أمام المؤتمر لتكون الموجه لأي قرارات ستصدر عنه ، باستفزاز الافكار لتقديم شكل جديد ، واقعي وموضوعي، في ملامسة قضايا البلاد والعباد ، وبترجمة الممارسة الديمقراطية على أرض الاتحاد الواسعة من منطلق البحث المستمر عن الحزب المؤسسة / حزب الحق والقانون . طيب إذن ، من نافل القول التذكير بأن التحضير للمؤتمر قد اتسم بغير قليل من الرغبة المشتركة في تجاوز كل ما من شأنه الدفع بالحزب نحو المجهول ، وذلك عبر تذويب الخلاف والاختلاف حول العديد من القضايا ، والدفع بعمل اللجن المنبثقة عن اللجنة التحضيرية بالشكل الذي أثمر مجموعة من مشاريع الأوراق التي ستعرض على المؤتمر ، والتي لا شك ستكون موضوع نقاش هادف وتعديلات بناءة من قبل المؤتمرات والمؤتمرين . وهو التحضير نفسه الذي انصب في جانب منه على الوضع التنظيمي للحزب وسبل النهوض به عبر مجموعة من التعديلات الهامة التي ستهم هياكل الحزب وطرق انتخابها ، ومن ذلك ، على سبيل المثال لا الحصر ، انتخاب الكاتب الاول للحزب واللجنة الادارية .. لكن الاسئلة التي تطرح نفسها في هذا المؤتمر كثيرة ومتعددة : هل يكفي التفاؤل للقول بأننا نسير صوب ولادة جديدة للإتحاد ؟ نحو عودة الحزب لقواته الشعبية ؟ نحو تصالح الحزب مع أبنائه وتصالحهم معه ؟ نحو ممارسة حزبية جديدة تتقن إلتقاط إشارات الشعب المغربي قبل أي أمر آخر؟ وأيضا ، في كل مرة وحين ، هل يكفي أن ينجح المؤتمر لنقول بأن الاتحاد بخير ؟ هي أسئلة تلو الأخرى تحضر المرء ونحن مقبلون على مؤتمر بطعم الامتحان الحقيقي للضمير الاتحادي ، لأن الامر لا يتعلق فقط بانتخاب كاتب أول قد تدعمه فئة دون أخرى ، ليصبح في الأخير قائدا للجميع طبقا للشرعية الديمقراطية ، ولا بلجنة إدارية تلتهم الانتخابات المتعلقة بها قسطا كبيرا من حياة المؤتمر ، ولكن ، وهنا مربط الفرس ، في مد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإمكانات انبعاث جديد يضعه في خانة المستقبل ، بقيادات حزبية قادرة على ركوب مصاعب النضال والانخراط في كافة المحطات النضالية اللصيقة بهموم وقضايا المواطنات والمواطنين بكل مسؤولية ، وباستثمار كافة الطاقات الحزبية محليا جهويا ووطنيا لتقوية تواجد الحزب وانفتاحه على المجتمع ، وبتمكين البلاد من أفكار ومقترحات تلامس كافة القضايا بها ، بكل جرأة وشجاعة فكرية تؤسس للمستقبل بعيدا عن أية حسابات ظرفية تنحصر آثارها في الذات وإن على حساب مصلحة البلاد . هل الاتحاديات والاتحاديون بعاجزين عن ذلك ؟ شخصيا ، كمناضل إتحادي عضو باللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع ، لي أمل كبير في أننا نسير ، كمناضلات ومناضلين صوب نقلة نوعية في مسار حزب القوات الشعبية . نقلة لا شك سيحكمها وسيتحكم فيها أولا وأخيرا : ضمير الاتحاد ... (*) عضو المجلس الوطني للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الرباط 2012/12/10