بعد صراع مع الموت دام أزيد من شهر ونصف، توفي، يوم الجمعة 30 نونبر 2012، بمركز الحروق بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء الشاب خالد علواني, الذي سبق أن أضرم النار في نفسه بخنيفرة، يوم الجمعة 14 شتنبر الماضي، حيث نقل وقتها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة ومنه إلى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء لتلقي العلاجات الضرورية جراء الحروق البليغة التي أصيب بها. وقد انتشر خبر وفاة الشاب خالد علواني بصورة سريعة على مستوى المدينة، ولحظتها كانت مسيرة شعبية في طريقها من حي آمالو إغريبن إلى بلدية خنيفرة للاحتجاج على تفويت حديقة بهذا الحي لأحد المستثمرين العقاريين، حيث لم يفت المشاركين فيها قراءة الفاتحة على روح الشاب المتوفى، وتقديم كلمة في حقه، باسم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحركة 20 فبراير، تمت من خلالها الإشارة إلى الأسباب التي دفعته لإضرام النار في نفسه. ونظرا لوصفه من نشطاء حركة 20 فبراير بالمدينة، فقد عاشت السلطات المحلية حالة ترقب وحذر شديد، خاصة خلال تشييع جثمان المتوفى بمقبرة أحطاب بخنيفرة، ظهر يوم السبت 1 دجنبر 2012، وتكون درجة «الهاجس الأمني» قد ارتفعت عقب انتشار «شريط فيديو» عبر المواقع الاجتماعية الأكثر شعبية، لم يفت «الاتحاد الاشتراكي» الاطلاع عليه، ويتضمن تصريحات عبارة عن «شهادات صادمة» للمتوفى وهو يتهم فيها أفرادا من الأمن بخنيفرة بالتسبب في دفعه إلى إضرام النار في نفسه جراء ما يتعرض إليه من طرفهم من مضايقات واستفزازات وتهديدات. ويشار إلى أن الشاب خالد علواني، وعمره 29 سنة، كان قد أضرم النار في نفسه بأحد شوارع خنيفرة، حيث عمد إلى صب كمية من مادة قابلة للاشتعال على نفسه، واستعمل ولاعة ، وقد شهد مكان الحادث حضورا جماهيريا مكثفا قبل دخول المكان في جو أمني استثنائي فور انتشار ما يؤكد انتماء المعني بالأمر لشباب حركة 20 فبراير بخنيفرة، وهو ما تم تعميمه وقتها على صفحات الموقع الاجتماعي الفايسبوك. وبينما اختلفت آراء المتتبعين حينها حول دوافع الفعل، هل هي اجتماعية، عائلية، نفسية... إذا لم تكن ناتجة عن شعور بنوع من «الحكرة» على حد قول أحد رفاقه، لم يختلف معارف المعني بالأمر حول ما يفيد أنه يتصف بأخلاق جيدة وبسيرة حميدة حيال أصدقائه وأقربائه ورفاقه.