انطلقتفعاليات الدورة الرابعة لمعرض الجنوب للماعز والمنتوجات المحلية التي تحتضنها الصويرة ما بين 29 نونبر و 2 دجنبر 2012، وتميزت انطلاقة المعرض بالحضور النوعي والكمي للمشاركين والزوار. الندوة التي بادرت المديرية الإقليمية للفلاحة بالصويرة إلى تنظيمها تعنى بتدارس مختلف الجوانب المرتبطة بتوفير شروط تطوير وتنمية المنتوجات المجالية، إذ عمدت إلى الجمع بين الخبراء والمتخصصين في الميدان وبين من يتخذون من النشاط الفلاحي مصدرا رئيسيا لكسب عيشهم, واستنادا إلى عبد الحفيظ الكرماعي, المدير الآقليمي للفلاحة بالصويرة, فإن هذه المبادرة تشكل محطة في مسلسل بدأت بوادره الإيجابية تتجلى أولا في تزايد عدد الفلاحين وسكان الوسط القروي الذين انخرطوا في تعاونيات وجمعيات قطاعية، وتتجلى ثانيا في تعدد المشاريع المهيكلة التي ترجمت على أرض الواقع مضامين الخيارات الإستراتيجية لمخطط المغرب الأخضر، وقد أسفر تكاثف جهود مختلف المصالح الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية عن كسب دعم الهيئات والمنظمات الدولية التي وجدت في إقليمالصويرة تربة خصبة لتحقيق التعاون المثمر، فما تحقق في مجال تقوية التعاون بين مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري وبين ممارسي الأنشطة الفلاحية بالإقليم شكل حافزا قويا على كسب ثقة كل من راهنوا على تطوير الأنشطة التي يمارسونها وحضروا بكثافة في معرض الماعز والمنتجات المحلية إما كعارضين أو كباحثين وخبراء أو كمسؤولين، فخصوصيات الإقليم توفر الكثير من الآفاق ولكنها في نفس الوقت تضع الجميع أمام مسؤوليات تفرض التفكير بروية في نوعية الخيارات الملائمة للتوفيق بين تحسين شروط عيش الفلاحين والكسابة وبين حماية شجرة الأركان وتوسيع المساحات المزروعة بها في نسق يساهم في الحفاظ على السمعة العالمية التي اكتسبها إقليمالصويرة بحكم وسطه البيئي المتميز, والملاحظ أن معرض الماعز والمنتجات المحلية جلب عارضين ومشاركين من المنطقة الشاسعة الممتدة بين وادي أم الربيع ووادي الذهب، وقد تم تفسير ذلك بكون النتائج الأولية التي تحققت في السنوات الأولى من دخول برنامج المغرب الأخضر حيز التنفيذ، حفزت على تثمين المنتجات المحلية وعلى جلب استثمارات تواكب الجهد الذي يبذله صغار الفلاحين والكسابة، وفتحت آفاقا جديدة أمام منتجات الإقليم المحلية لغزو المزيد من الأسواق العالمية وللمساهمة بشكل أكبر في تغطية حاجيات السوق الداخلية من اللحوم الحمراء وفي تنويع عروض قطاعات أخرى كقطاع الصناعة التقليدية وقطاع السياحة. وتبدو أهمية المعرض جلية إذا علمنا أن الأمر يتعلق بالبحث عن أنجع السبل للتوفيق بين مصالح متضاربة ولتحويل الإكراهات التي تفرضها المعطيات البيئية والمهنية إلى فرص للتعاون المثمر، فمن مجموع الساكنة البالغ حوالي 453 ألف نسمة, نجد أن الساكنة القروية تصل إلى حوالي 357 ألف نسمة، ومن هذا المجموع يصل عدد الفلاحين إلى حوالي 53 ألف يمارسون نشاطهم على مساحة تقدر بحوالي 650 ألف هكتار منها حوالي 280500 صالحة للزراعة و 275000 غابات وحوالي 93000 مراعي وأراضي غير صالحة للزراعة، وبينما تشكل الهضاب 51% والسفوح والجبال 49 % من مجموع المساحة, فإن المنطقة تتميز بكون التساقطات المطرية ضعيفة وغير منتظمة وتقدر بحوالي 300 ملم في السنة، كما تتميز بضعف المساحات السقوية إذ ترتفع حصة المساحات البورية إلى 2758 هكتارا في حين تنحصر المساحة المسقية في حوالي 2758 هكتارا.