بالنسبة للزعيم الصيني الجديد كسي جينبينغ، ربما ستكون شريكة حياته بينغ ليوان أثمن ورقة. فقبل اختياره لقيادة ثاني أكبر اقتصاد عالمي، كان زعيم الصين الجديد معروفا لدى ملايين الصينيين بكونه يزوج بينغ ليوان، المغنية الشهيرة التي تربعت على عرش الغناء والأضواء في الصين طيلة 25 سنة، وشاركت في كل المناسبات الوطنية الكبرى. وحتى الآن ظلت ذاكرة الصينيين تحتفظ بذكرى جيانغ كينغ زوجة ماوتسي تونغ الرابعة ودورها السيء في الثورة الثقافية، وبالتالي ظلت زوجات القادة الصينيين بعيدة عن الأضواء، زوجات الزعماء السابقين عشن كالظل في أروقة السلطة، مثل وانغ بيينغ زوجة جيانغ زيمين التي كانت مريضة ولا تظهر، أو ليو يونغكينغ زوجة هوجينتا والتي كان ظهورها نادرا بمناسبة زيارات رسمية لزوجها في الخارج. لكن بينغ ليوان أخذت شخصية المرأة الاولى منذ زمان، حريصة على وضع شعبيتها في خدمة القضايا الإنسانية فهي منذ السنة الماضية سفرة لمنظمة الصحة العالمية لمحاربة السل والسيدا وهذه هالشعبية والصورة المتميزة قد تشكل مكسبا مهما لزعيم الصين الجديد لدى الرأي العام. ويتذكر الصينيون سنة 2008 عندما ضرب زلزال قوي إقليم سيشوان مخلفا 90 ألف قتيل، كيف أنها زارت المناطق المتضررة وأحيت حفلا غنائيا هناك، وأرسلت ابنتها البالغة 16 سنة آنذاك لمساعدة المتطوعين. مغنية وأيضا لها رتبة جنرال في الجيش الوطني الشعبي الذي انضمت إليه في سن 18 سنة، بينغ ليوان تعرف جيدا دواليب النظام ولا تنوي قيادة ثورة في هذا العالم المغلف والمشفر، وبالتالي لا مجال لخطف الأضواء من زوجها. ومنذ أن عين في منصب نائب الرئيس في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي سنة 2008. تخلت عن مسارها كمغنية، والفساتين التقليدية الصينية التي كانت تظهر بها في التلفزيون وعوضتها بالأزياء العسكرية. ظلت بعيدة عن الاضواء الى حد أن الموضوع أصبح من قبيل الطابوهات، فاسم بينغ ليوان أو تعبير »السيدة الأولى« ممنوع على الشبكة الاجتماعية الافتراضية الصينية، بل إن مقص الرقابة شمل سنة 2007 استجوابا للسيدة كسي تحكي فيه عن لقائها الأول مع زوجها والحياة اليومية للزوجين.. وبرأي المهتمين بالشؤون الصينية، فإن بينغ ليوان رغم تحفظها في الحياة العامة قد تأخذ موقعها غير مألوف في الكواليس فهي تلعب دورا مهما في تعزيز وحشد الدعم السياسي لزوجها لاسيما داخل الجيش، وقد شكل ذلك ورقة ثمينة لزعيم الصين الجديد. وفي كل الأحوال فإن دور »السيدة الأولى« مدعو للتطور في الصين الجديدة.