تفجرت الأزمة التي ظهرت بوادرها بغرفة التجارة والصناعة والخدمات والتكنولوجيات الحديثة ، منذ أن أصبحت الغرفة برئيسين ومكتبين، وذلك بعد عصر الاثنين 5 نونبر الجاري ، عقب توجيه الرئيس «المنتخب» في 8 غشت 2012 حسان بركاني ( الاتحاد الدستوري) الدعوة للمرة الثانية للأعضاء المنتخبين، والذين يمثلون الجمعية العامة للغرفة، للمشاركة في أشغال جلسة الدورة العادية لشهر أكتوبر، والتي حضرها 24 عضوا ، أربعة منهم رفضوا التوقيع على لائحة ضبط الحضور . انطلقت أشغال الجلسة بعد قراءة جدول أعمال الدورة من طرف الرئيس، وبعدها طالب الأعضاء الحاضرين بالإدلاء برأيهم حول النقطة الرابعة المتعلقة بمراجعة النظام الداخلي للغرفة ، وتمت المصادقة بالإجماع ، غير أن الحضور المفاجئ والمتأخر لأربعة أعضاء والمساندين للرئيس «المنتخب» يوم 9 غشت 2012 ، أرجع الأمور إلى نقطة البداية ، واعتبروا أن ما يقوم به الرئيس «هو خرق للقانون» وتمسكوا برفع الجلسة إلى حين التوصل بنسخة من النظام الداخلي مع الإشارة إلى المواد المستهدفة من هذه المراجعة، مضيفين أن النقطة الثانية المدرجة في جدول الأعمال، والمتعلقة بانتخاب اللجان، لها ارتباط عضوي بالنظام الداخلي: «والله مادوز شي حاجه هاد النهار» يقول أحدهم! بدأت الأمور تتوضح تدريجيا لأن المعارضة و التي كان يمثلها الأربعة المشاركون في أشغال الجلسة، فطنت لما ينوي الرئيس ومكتبه القيام به لاختزال تركيبة اللجان الست، بالاقتصار على رئيس ومقرر لكل لجنة بدل رئيس ونائبه ومقرر ونائبه، وهذا يتطلب التوفر على 24 عضوا، وهو العدد الذي يعجز الرئيس عن الحصول عليه من منظور المعارضة . بعد صراع طويل قبل الرئيس تأجيل الحسم في نقطة مراجعة القانون الداخلي وانتخاب لجان الغرفة ، مع إبقاء أشغال الدورة مفتوحة، والاتفاق على الاستمرار في مناقشة ماتبقى من أشغال الدورة خلال الجلسة . مباشرة بعد الشروع في تقديم العرض المتعلق ببرنامج التكوين بالمعهد، الذي يعود لملكية الغرفة والتي قامت باسترجاعه بعد أن تم تنفيذ الحكم بالإفراغ يوم 30غشت 2012 ، توجه الأعضاء الأربعة وبدؤوا يصرخون في وجه الرئيس ، معترضين على أخذ صور لهم ، ومطالبين بحذفها، وأمام أعين ممثل والي الجهة و الحضور، نزعوا الهاتف من الرئيس بالقوة وغادروا قاعة الاجتماع! أحد الأعضاء المساندين للرئيس، قام بملاحقة هؤلاء من أجل استرجاع الهاتف ، ليتحول بعدها البهو المحاذي لقاعة الاجتماعات إلى حلبة للمصارعة والملاكمة والركل والرفس والتشابك بالأيدي وتبادل القذف والكلام الساقط !. وبعد تدخل بعض الأطراف استرجع الرئيس هاتفه المحمول وقام بمسح الصور مبعث اندلاع هذه «المعركة» ! أمام هذا المشهد، الذي لايشرف المنتسبين لأكبر غرفة للتجارة والصناعة والخدمات والتكنولوجيات الحديثة بالمغرب، قام الرئيس برفع أشغال الجلسة، معلنا عن تاريخ 19 نونبر كموعد جديد للاجتماع ، لاستكمال جدول أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر 2012 !