هناك شروط ضرورية تتطلب أن تنضج عند كل فرد في المجتمع ليحقق كل شعب ثوراته، أهمها أن يقلع عن عاداته السيئة كالتدخين مثلا . فعادة التدخين مضرة بالصحة الشخصية وبالمحيط وبثقافة الاحترام من الناحية السلوكية ومن الناحية البيئية عموما. فنحن كل يوم نرى ونتسامح مع أناس يدخنون بالأماكن العمومية كأنهم يزاولون عادة لا تمس بنا، بل نلحظ أن التدخين بالبيت شيء طبيعي عند بعض الآباء مما يجعل الأطفال ليسوا بمنأى عن الإصابة بهذه الآفة سواء من قريب أو بعيد، لكن المهم عندي هنا هو التساؤل: هل من ليست له إرادة لقطع هذه العادة السيئة البسيطة والتي في المتناول، بإمكانه القطع مع عادات التسلط والتجبر لدى كل المجتمع وقلب نظم التفكير والتحكم ؟ بل هناك من يدافع عن قتل الإرادة لأنه عاجز عن إدراك التحول الذي قد يصطدم به . وهروبا من هذا التحول المفاجئ يتحول الفرد إلى مدافع عن عاداته السيئة، وهنا يمكن أن أقول أن عبقرية من يترصدون مقياس إرادة التغيير، يلاحظون ذلك عبر تغيير عادات وسلوكيات الشعوب. فإذا لاحظوا أن الأفراد شرعوا في الإقلاع عن عاداتهم المشينة، فإنهم يقرعون طبول الخطر الذي سيحدق بالأنظمة لتستعد للمناورة .ولهذا السبب يحاربون في ما يحاربون، كل شكل من أشكال الحريات الفردية حتى لا يستطيع الفرد إدراك قدرته على تغيير سلوكه دون تأثير الآخر، ولا يقدر أن يكون سيد مصيره ولو بتأمل بسيط في علاقاته بجسده ومحيطه. ومن التدخين إلى أدب المشي في الطريق العام بكل وسائل النقل الممكنة بعدم تطبيق مفهوم (القفوزية) في السياقة، وفي قطع الطريق وفي ركن وسائل النقل في الطريق العام وعلى قارعته، إلى استعمال الفضاء العمومي وعدم احتلاله تحت أية ذريعة اجتماعية كانت أو سياسية أو دينية (محطة البنزين وباب العمارة وبعض الطرق ليست مسجدا كما أن قارعة الطريق ليست محلات للبيع ولاستجمام زبناء المقاهي، والشوارع الاستراتيجية للمدن ليست مكانا للاحتجاجات السياسية) يا عباد الله، إلى السكن الجماعي داخل العمارات ووسط الأحياء (التي أصبحت أمواتا) للأسف، إلى إلى إلى .... والقائمة تطول على هذا العمود وكل ثورة وأنتم مدخنون.