يضرب فريقا الرجاء والوداد البيضاويان موعدا جديدا بينهما في نصف نهاية كأس العرش لموسم 2011 - 2012، بعد زوال يومه الثلاثاء بمركب محمد الخامس، وفي نهاية قبل الأوان، تحبس الأنفاس وتغري بالإثارة والتشويق، فيما يتحدى الجمعية السلاوية الجيش الملكي بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط. فأمام مدرجات مملوءة عن آخرها (نفاد معظم التذاكر التي طرحت للبيع)، وبحضور أمني كثيف، ينازل قطبا كرة القدم الوطنية بعضهما في نصف نهاية كأس العرش، في ديربي ساخن ومثير. وإذا كان الرجاء البيضاوي قد حقق بداية قوية هذا الموسم، تحت قيادة المدرب امحمد فاخر، بهدف إعادة الفريق الأخضر إلى سابق توهجه، ومنافسته بقوة على الألقاب وطنيا وخارجيا، فإن الوداد البيضاوي، استعاد توازنه مع مجيء المدرب بادو الزاكي، الذي يقوم بمجهود كبير من أجل محو آثار البداية المتواضعة للفريق الأحمر، والتي كلفته الخروج خاوي الوفاض من منافسات كأس الاتحاد الإفريقي، وكذا حصد عدة نتائج سلبية محليا، كانت سببا في الانفصال عن المدرب الإسباني بينيتو فلورو. ويتواجد الفريقان معا في وضع معنوي جيد، الأمر الذي يعد بمباراة حماسية، يمكن أن تعيد ديربي الفريقين إلى مكانته العالمية، بعد تراجعه إلى المرتبة 19 في ترتيب أفضل الديربيات العالمية. وسيراهن المدرب امحمد فاخر، الذي يحرص على فصل لاعبيه عن كل ضغط، على تجربة لاعبيه، سواء الأساسيين أو الاحتياطيين، الأمر الذي سيطرح أمامه أكثر من خيار في هذا الموعد الكروي الكبير، سيما وأنه يضع هذه المباراة ضمن أولوياته، لأن من شأن الفوز فيها أن يكون مفتاحا لتوهج جديد للاعبيه، الباحثين عن لقب البطولة، الذي سيمنحهم تأشيرة العبور إلى مونديال الأندية، الذي ستحتضنه بلادنا في السنة المقبلة. غير أن طموح العناصر الخضراء سيصطم بصرامة المدرب بادو الزاكي، الذي أكد أن هذه المباراة جاءت في وقتها، لأن مجموعته اكتسبت دفعة معنوية هامة في الآونة الأخيرة، زكتها النتائج الإيجابية التي حققتها على مستوى البطولة، وآخرها العودة بنتيجة الفوز من وجدة أمام النهضة البركانية في الدورة الماضية. وبالتأكيد فإن المدرب بادو الزاكي سيعيد مشاهدة مباراة الرجاء أمام أولمبيك آسفي، والتي مارس فيها المدرب المسفيوي عبد الهادي السكتيوي حصارا تاكتيكيا على مهاجمي الرجاء، وأدخل إليهم الكثير من الشك. الأكيد أن الديربي سيشتعل أيضا في المدرجات، مثلما عودتنا جماهير الفريقين، حيث بدأت هي الأخرى مبكرا تحضيراتها لتيفوات، دأبت على التفنن فيها، وعبر كل طرف من خلالها على مدى إبداع عناصره. وفي المقابل، يبحث الجيش الملكي أمام جمعية سلا عن بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية، وبالتالي تطعيم خزانته باللقب رقم 12 في هذه المنافسة. غير أن المهمة ستكون صعبة أمام فريق الجمعية السلاوية الذي يدربه ابن الفريق، الحسين أوشلا، الذي يحمل الرقم القياسي في عدد التتويجات بهذه المسابقة كلاعب، بعما حملها خمس مرات، ويراهن على قيادة فريقه، الذي يبلغ المربع الذهبي لأول مرة في تاريخه إلى المنافسة على لقبها، رغم صعوبة المهمة. وخلق عدم الحسم في مكان هذه المباراة، بعد رفض إدارة مركب الأمير مولاي عبد الله برمجة المباراة في المساء بسبب حاجة الإنارة إلى الصيانة، بعض الارتباك للفريقين معا، غير أن المدرب العسكري رشيد الطاوسي أكد في ندوة صحافية أنه سيخرج من المباراة متأهلا، رغم أن الفريق الخصم لن يقبل بأن يكون لقمة سائغة، وأنه سيدافع عن حظوظه إلى نهاية اللقاء. على أي فالمبارتين معا، تغريان بالمشاهدة، وبتقديم لوحات فنية ترقى للقيمة الرمزية لهذه المسابقة، لكن المطلوب هو أن تسود الروح الرياضية، وأن تقدم الجماهير صورة حضارية للتشجيع، بعيدا عن كل تعصب أو شغب.