لقي ستة أشخاص مصرعهم، وأصيب طفل بجروح خطيرة، في حادثة سير مروعة وقعت، زوال يوم أول أمس الأربعاء 31 أكتوبر 2012، على الطريق رقم 710، بمدخل بلدة كهف النسور بإقليم خنيفرة، وقد سجلت حالة استنفار قصوى بمحيط وساحة المستشفى الإقليمي، حيت تجمهر، تحت الأمطار الغزيرة، حشد من المواطنين وأهالي ومعارف الضحايا. وأفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن الحادثة وقعت على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات من بلدة كهف النسور، نتيجة اصطدام شاحنة بسيارة أجرة كبيرة على متنها ستة ركاب إضافة إلى السائق، لقي خمسة منهم حتفهم في الحال، بينما أصيب شخص وطفله بجروح خطيرة جدا، حيث تم نقل القتلى إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة، ومنه تم نقل الطفل الجريح (عمران عيسي) على وجه السرعة، إلى المستشفى الجامعي بفاس، حسب مصادرنا، فيما نقل والده (سفيان عيسي) في حالة حرجة إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى ستة أشخاص. وبينما تم فتح تحقيق في ظروف وملابسات الحادث من طرف عناصر الدرك الملكي، ظل وقتها سائق الشاحنة في حالة فرار، إذا لم يكن وقع رهن الاعتقال خلال الساعات القليلة الماضية، ولم يتأكد بعد ما إذا كان فعلا في حالة غير طبيعية وقت الحادث؟، أو أنه نفس الشخص الذي سبق اعتقاله لمدة سنة لتسببه في حادثة سير أودت بحياة شخص بالدار البيضاء. وقد أكد شهود عيان أن هذا السائق كان يسير بسرعة جنونية، وأنه حاول بشكل متهور تجاوز حافلة للنقل المزدوج ما جعله يصدم سيارة الأجرة بقوة مثيرة ويحصد أرواح ركابها في ثوان معدودة، حتى أن البعض ممن عاينوا جثت الضحايا بمستودع الأموات أكدوا لجريدتنا بشاعة المشهد، ووصفوا الصورة الرهيبة التي عليها هذه الجثث. وصلة بالموضوع، حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على أسماء القتلى الستة، وهم على التوالي: محمد أغدو (السائق 68 سنة)، العربي مولاي العربي (42 سنة)، حفيظة بايا (28 سنة)، حفصة قلوج (28 سنة)، ومحمد الزيراري، ثم سفيان عيسي، ومن الأقدار الإلهية أن إحدى الضحايا (حفصة قلوج) سبق أن نجت بأعجوبة في حادث انقلاب شاحنة كان قد وقع في نفس المكان ونفس التاريخ من العام الماضي (بعد أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك)، وبينما كانت آنذاك في طريق عودتها من عرس أحد أقاربها، وجدت الموت هذه المرة في انتظارها. وفي السياق ذاته، لم يفت بعض المصادر التعبير ل»الاتحاد الاشتراكي» عن قلقها ازاء ما وصفته ب «تأخر السلطات عن الانتقال إلى مكان الحادث»، وقد انتقلت عناصر الدرك الملكي، ثم أفراد الوقاية المدنية الذين تجندوا بكل ما لديهم من إمكانات لنقل القتلى والجرحى»، بينما حل عامل الإقليم بعين المكان ومنه قام بزيارة خاصة للمستشفى الإقليمي، حيث زار مستودع الأموات رفقة المندوب الإقليمي لوزارة الصحة. مصادرنا من منطقة كهف النسور، وفعاليات جمعوية محلية، أجمعت على الحالة السيئة والمتردية التي تشكو منها الشبكة الطرقية بالمنطقة، وكثرة المنعرجات الخطيرة، في غياب كلي لعلامات المرور والتشوير التي تحذر السائقين من الأخطار، فضلا عن حالة غض الطرف عن مظاهر النقل العشوائي، والتسيب المتمثل في تكديس الركاب في الرحلة الواحدة، بصورة فوضوية وعمياء لا يهم أصحابها غير الربح والتجارة، علما بأن طريق كهف النسور قد عرفت عدة حوادث سير دموية وقاتلة .