الادعاء الرابع: في مسألتي قراءة الرقم والترجمة إن ترجمة الأستاذ غير دقيقة المعنى أو غير أمينة في نقل المعنى, فترجمته تقدم معنى عاما وملتبسا تجعل الجمعيات ومسؤولي المبادرة في كفة واحدة من حيث مسؤولية التواصل فقوله أنه» لم يكن لها أي اتصال أو احتكاك مع المسؤولين « قد يفيد بأن غياب الاتصال يرجع إلى الجمعيات نفسها أو بالأحرى انه لا يفيد بأن مسؤولي المبادرة لم يحتكوا بالجمعيات، في حين أن الصيغة الأصلية تفيد بأن الجمعيات لم يسبق لأحد من المسؤولين أن اتصل بها n?ont jamais été contactée par les responsables de l?INDH même celles qui sont actives sur le terrain وهذا دليل آخر على محاولة حجب الأستاذ لاتجاهنا النقدي في تنزيل المبادرة، وتحميلنا المسؤولين فشل تطبيقها على أرض الواقع في ما يتعلق بالمقاربة التشاركية. أما موقفنا المدعوم بالحجج فنكرره للمرة الألف: نحن مقتنعين بما جاءت به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى نظريتها وأساسها التصوري الذي انطلق منه، حيث ارتكزت على أحدث المقاربات العالمية التنموية التي أتبت جدارتها ونجاعتها أما نقدنا للمبادرة كان منذ اللحظة الأولى كما تؤكد ذلك مقالاتنا المتعددة على مستوى التنزيل لها. نعود الآن إلى الرقم الثاني الذي اجتثه أستاذنا من الصفحة 202، والذي يوحي بأنه كان يتحرى مواطن الضعف في الدراسة والتي أخطأ تقديرها، حيث أنه انتقل مباشرة من الصفحة 96 إلى الصفحة 202 التي هي صفحة خاتمة العمل، اذ اخترت فيها منهجية تلخيص أهم ما ذكر في الدراسة، ليقول في نقده لدراستنا ما يلي *»أن 85 % من الجمعيات التي شملتها الدراسة لم تسجل أي مشاركة على مستوى لجان التنمية البشرية ( محليا? اقليميا وجهوية )»1 أما قولنا فهو كالتالي: «Du point de vue démocratique, plus de 85% des associations n?ont jamais été présentes aux commissions régionales, provinciales et locales de développement. Alors que la participation à la préparation de l?initiative locale de développement n?a concerné que le quart des associations» 2 هنا ايضا نلاحظ تشويها أو بترا واضحين طالا هذه الجمل، ذلك أن الأستاذ تناسى أن هناك ما يسمى بدلائل المساطر المعدة من طرف أجهزة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي استندنا إليها لانجاز هذا البحث حيث تفيد في بعض مساطرها أن تركيبة لجان المبادرة الوطنية تتشكل من الثلث للقطاع الخاص والثلث للإدارة والثلث للنسيج الجمعوي فطبيعي، ألا تشارك إلا 15 % من الجمعيات لأن الإحصاء الذي قمنا به، ولكي نكون منصفين، يتضمن مجال الجهة بكاملها وكما هو معلوم فهناك مناطق لم تكن مستهدفة من طرف برامج المبادرة وبالتالي فان المشاركة كانت موافقة تقريبا للقوانين المنظمة للمبادرة ولكن ومع ذلك فالأمر لا يروقنا في تحليلنا لأن العبارة تقول»que n?a concerné «الشيء الذي يعني أننا غير راضين عن هذه الوضعية، فكيف لمن هو غير راض عن شيء أن يحمل له مزمارا وطبلا كما يدعي الأستاذ ؟ أما الرقم الثالث المأخوذ من الصفحة 202 ، والذي استند إليه الأستاذ بقوله « أن 38 % من الجمعيات المعنية فقط هي التي وضعت مشاريع تنموية أمام المسؤولين على المبادرة الوطنية للتنمية البشري على3 مستوى الجهة «4 فإن حقيقة ما قلناه هو كالتالي: «D?autre part, on enregistre que seulement 38 % des associations qui ont proposé des projets aux responsables des l?INDH, ce constat est expliqué largement par le manque de communication et l?absence d?occasion»5 إن هاجس البحث عن المطبات والأخطاء والثغرات اللصيق بذهنية الأستاذ، ظل يصاحبه لدرجة أنه لا يكمل الجمل ويجعلها ناقصة لتعبر عن الهدف المنشود من الانتقاد، وإلا فلماذا أزيلت العبارة الأخيرة؟ وهل هي أيضا تطبيل وتزمير؟ ويعود الأستاذ ليبرز رقما آخر قائلا « أن 60 % من المشاريع المقدمة كان مصيرها الرفض أو حتى عدم الرد»6 وما قلناه نحن هو: *Sur les projets proposés par les associations, 60% ont été soit rejetés, soit restés sans réponses. Les motifs de rejet, s?ils sont exprimés, se résument en l?insuffisance financière *7 هنا كان من الأجدر به أن يقرأ هذا الرقم أولا من الصفحتين 105 و106 من كتابنا، ذلك أن رقم 60 % جاء بعد صيرورة من التحليلات يتسع المجال لسردها كاملة. وبهذا، يمكن القول أن الباحث الذي يتقن مهارة القص أو التقطيع قبل التركيب كالذي يصور مشهدا تليفزيونيا ثم يظهر منه ما يوصله إلى الهدف المنشود لكي يتمكن من السب والشتم والتجريح بعد ذلك، إن ما فعله الأستاذ هو عين البتر المفضي إلى النتائج العرجاء والمظللة للقارئ، وإن ما تميز به الأستاذ من براعة في رياضة» القفز الطولي والعلوي» مكنه من تحطيم أرقام قياسية في هذا النوع من القفز دون تناول أي منشطات، ذلك أنه قفز من الصفحة 13 و14 مباشرة إلى الصفحة 96 ثم إلى الصفحة 202 ، أي أنه تجاوز 74 صفحة، الشيء الذي يخل بفهم السياقات التي تؤطر للموضوع والتي تحدت عنها الأستاذ نفسه في كتابه النقدي. كما أنه يعترف أن «دلالات المفاهيم والمبادئ غير ذات أهمية في غياب معاينتها واستقرائها على8 ضوء الواقع ، على اعتبار أن طنين المصطلحات ورنتها ورونقها لا تعني شيئا إذا لم تزك التجربة، على مستوى الممارسة اليومية، مصداقيتها «9 وهذا ما قمنا به بالضبط وما نقوم به في أغلب الأحيان و نفترضه تخصصا لنا كإحصائيين ندافع دائما على وزن الكلام والنظريات في الميدان، ونترك طنين المصطلحات ورنتها ورونقها لأستاذنا الجليل لأنه جسد بالفعل هذا الرونق في كتابه. إننا قسمنا دراستنا إلى 3 محاور اعتبرناها أساسية، ويتعلق الأمر بالقسم المتعلق بالشروط الأساسية والقبلية لنجاح المؤسسات الجمعوية في مساهماتها التنموية و التي سميناها بالشروط المسبقة للعمل ( من الصفحة 19 إلى الصفحة 63 )،ثم انتقلنا إلى الشق الثاني المتعلق بالمقاربة التشاركية وشروط تطبيقها ( من الصفحة 67 إلى الصفحة 88 )، وبعد ذلك بدأنا بالحديث عن المقاربة الميدانية (من الصفحة 90 إلى الصفحة 200 )، ويجدر بنا أن نتوقف عند هذا الجزء الذي خصه الأستاذ بالنقد والذي انهال على بعض أرقامه من غير علم ولا معرفة بالحقل الإحصائي الذي له منهجيته الخاصة، ذلك أن الرقم الإحصائي لا يحاسب لذاته ولكن تحاسب المنهجية التي تم اعتمادها من طرف الباحث فمن صحت منهجيته صح سائر عمله، وهذا ما أغفله الأستاذ، وبالتالي فكلامه مردود عليه جملة وتفصيلا. وما يزيد الدراسة التي قمنا بها صلابة هو مسار اعتمادها على منطق الإحصاء الكلي وليس العينة، حيث انه كما هو معلوم فمنهج الإحصاء الكلي تكون نسبة الخطأ والتقدير فيه تساوي صفر، وثانيا استنادها إلى طلبة متخصصين في المجالات المتطلبة في الدراسة تحت إشرافنا10 وثالثا وهو الأهم أنها أنجزت على نفقتنا الخاصة بحثا وطبعا وتوزيعا، ولم يطلب منا أي جهاز حكومي أو خاص أن ننجز هذه الدراسة، ولم تقدم لنا أي جهة يد العون في أي شيء، بل قد تعرض بعض الطلبة مشكورين إلى المساءلة والعرقلة والحصار من بعض رجال السلطة المحلية ليخلص الأستاذ إلى أن الدراسة أنجزت وفق أجندة خارجة عن القلق العلمي وأن بحوثنا نفعية ولا ادري ماذا آخر. إن هذه الدراسة تتكون من أزيد من 60 جدولا إحصائيا لم يتمعن الأستاذ في قراءتها, بل اكتفى بجزء بسيط، منها جدولين متفرقين من الدراسة وذلك لغرض في نفس يعقوب، وبطبيعة الحال لا يمكننا إلزام الأستاذ بقراءة باقي نتائج الدراسة المتعلقة بالتوقعات والسيناريوهات التي أنجزناها11 نظرا لعمق التخصص و صعوبة آليات التحليل الإحصائي على الأستاذ ، ذلك أننا اعتمدنا تخصصا دقيقا في مجال الاقتصاد القياسي Econométrie الذي يصطلح عليه بالاقتصاد القياسي الكيفي Econométrie des variables qualitatives وهذا علم جد متقدم يصعب حتى على أهل الاختصاص في الاقتصاد الذين يحترمون أنفسهم التداول فيه وفهمه . إن الأرقام التي وضعها الأستاذ استنادا إلى دراستنا تعتبر صحيحة، ونحن نقر بها ولكن التعليق المشوه عليها ومحاولة تبيان تناقضاتها ، هو الذي نعتبره نحن نوعا من الديماغوجية الفكرية، ذلك أن الأستاذ لا يدرك أنه في علم الإحصاء نضع فرضيات12 نفترض فيها الإيجاب ، أي بالمعنى العلمي فإن الفرضية توضع بشكل ايجابي ثم نقوم بالبحت الميداني الذي يمكننا بعد التحليل من قبول الفرضية أو دحضها، وتعتبر هذه العملية من البديهيات التي نعلمها لطلبتنا في إطار البحوث الإحصائية، وحينما قمنا بالبحث الميداني وجدنا أن النتائج والأرقام غير مرضية ونحن لسنا مرتاحين للمنهجية التي تسير بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية13، حيث أننا قلنا ولازلنا نقول إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فكرة مبدعة ولكن القائمين على تنفيذها لم يستوعبوا بعد هذه الفكرة التشاركية، الشيء الذي اثر على طريقة تنزيلها، بالإضافة إلى ذلك فالنسيج الجمعوي بدوره لم يستغل هذه المبادرة أحسن استغلال. أما عن الفقرة التي اجتثها الأستاذ من الصفحة 202 من الدراسة، والتي يترجمها كما يلي:» ان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أحدثت ثورة في مجال العمل الاجتماعي إن على مستوى مشاريعها أو على مستوى وسائلها وأسلوبها التدبيري. وان الجمعيات لا يمكن لها إلا أن تستفيد الكثير إن هي تبنت معايير الحكامة الجيدة. وبالنسبة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لن يزيدها إشراك الجمعيات إلا نجاعة. وفي كل الأحوال ليس للطرفين من خيار غير تفعيل مبدأ الديمقراطية التشاركية» ولنكتب مباشرة النص الذي جئنا به والذي حاول الأستاذ ترجمته بهذه الصورة : En guise de conclusion, l?INDH a révolutionné le domaine de l?action social; par ses projets, ses moyens et son mode de gestion. Les associations gagneront beaucoup en se mettant aux standards de la bonne gouvernance et en s?approchant davantage de cette initiative. L?INDH gagnera aussi en efficience en impliquant plus les associations. Les deux parties n?ont pas le choix que de développer une démocratie participative. هذه هي الفقرة التي أريد لها أن تسلك وتعاني مثل زميلاتها من البتر والتشويه، وقبل أن نفصل في هذا الأمر لابد أن نشير إلى أن الأستاذ أخذ جزءا من الفقرة وقفز دون إتمامها لأنه كما ذكرت سالفا متخصص في «القفز الطولي والعلوي» عند قوله *»في كل الأحوال» الشيء الذي يضطرني إلى كتابة الفقرتين معا حتى الكلمات المقفوز عليهن. En guise de conclusion, l?INDH a révolutionné le domaine de l?action social; par ses projets, ses moyens et son mode de gestion. Les associations gagneront beaucoup en se mettant aux standards de la bonne gouvernance et en s?approchant davantage de cette initiative. L?INDH gagnera aussi en efficience en impliquant plus les associations. Les deux parties n?ont pas le choix que de développer une démocratie participative. C›est cette volonté de conjuguer leurs actions communes et de déployer des efforts réciproques qui constituent, à nos yeux, le talent D›Achille, dans le cadre de cette relation (INDH/Association). En tout cas, les deux parties n›ont d›autres choix que de développer volen nolen la culture de la démocratie participative. لماذا قفز الأستاذ على هذه الفقرة C›est cette volonté de conjuguer leurs actions communes et de déployer des efforts réciproques qui constituent, à nos yeux, le talent D›Achille, dans le cadre de cette relation (INDH/Association). والتي تدعو إلى بذل المجهود من الطرفين سواء من المبادرة أو من الجمعيات، كناية على أن الوضع غير مريح14 لقد بتر الأستاذ كعادته هذه الفقرات وزاد في تشويهها حينما جانب الصواب في عملية الترجمة في حد ذاتها، وإذا ما قارنا الترجمة التي قام بها أستاذنا والترجمة التي قمنا بها أو ما نعنيه نحن بما قلنا، نجد أنه أعطى معنى منحرفا عن المقصود بكلامنا ذلك أن قولنا مثلا «على مستوى مشاريعها و وسائلها و أسلوب تدبيرها» لا يشبه على الإطلاق ما نقله الأستاذ وهو « إن على مستوى مشاريعها أو على مستوى وسائلها وأسلوبها التدبيري» نعم، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد أحدثت ثورة على هذه المستويات ولكن ليس بهذا الحصر الذي تبناه الأستاذ، وهنا نطرح على الأستاذ عدة تساؤلات: ألم يدفع الإعلان عن المبادرة مجموعة من الجمعيات لإعادة النظر في أسلوب اشتغالها؟ ألم تخصص موارد مهمة لتنزيل هذه المبادرة ؟ ألم يكن هناك ولو على المستوى النظري تغيير في أسلوب التدبير التنموي ؟ أليست كل هذه ثورات على النظام التنموي الذي كان معمولا به في السابق ؟ ثم أيضا هل يمكن اعتبار الثورة دائما ذات نتائج ايجابية ؟ فقد تكون هناك ثورة أو تغيير قد ينعكس سلبا على الوضعية السابقة ، إننا حينما نقول ثورة فإننا نتحدث عن التحول الجدري ألمنهاجي، ولكن تقييمنا لواقع الحال في الميدان يقول بعكس ذلك. كما يمكن إضافة سؤال اصطلاحي يتعلق بتباين المعنى عند الترجمة الخاطئة، وهو هل جملة «أسلوب تدبيرها» تعطي نفس المعنى لجملة « أسلوبها التدبيري»؟ وكما هو معلوم أن هناك فرق كبير بين مصطلح التدبير Management ومصطلح التسيير Gestion ونحن نتحدث عن التسيير فقط وليس التدبير لأن مفهوم هذا الأخير أوسع من الأول. لقد ترجم الأستاذ وقال «وان الجمعيات لا يمكن لها إلا أن تستفيد الكثير إن هي تبنت معايير الحكامة الجيدة» والحاصل أن المعنى الذي نريده هو «إن الجمعيات ستستفيد كثيرا إن هي خضعت لمعايير الحكامة الجيدة وذلك باقترابها أكتر من هذه المبادرة» إن المنطق ألحصري الذي اعتمده الأستاذ في الترجمة يوحي إلى أن الجمعيات ملزمة بالعمل مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ولا يمكن لها أن تربح أي شيء إلا مع المبادرة، الشيء الذي لم نقل به ولكننا نقترح أن الجمعيات إذا خضعت وليست تبنت15 إلى معايير الحكامة الجيدة، ستربح بعملها في إطار برامج المبادرة. ولكن الأمر ليسا حصريا كما صوره الأستاذ بل يمكن للجمعيات أن تتبع سبلا أخرى في عملها التنموي خارجا عن نطاق المبادرة الوطنية للتنمية. أما الفقرة الأخيرة التي تحمل الكارثة في ترجمتها ويتعلق الأمر بما ترجمه أستاذنا هكذا «وبالنسبة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لن يزيدها إشراك الجمعيات إلا نجاعة. وفي كل الأحوال ليس للطرفين من خيار غير تفعيل مبدأ الديمقراطية التشاركية» ودون أن نكرر ما ذكرناه على مستوى التشويه والبتر، فإن ما أزعجني كثيرا هو عملية ترجمة المصطلحات في حد ذاتها. فمثلا هل تتم ترجمة كلمة» Culture» بكلمة «مبدأ» ،لكننا لن نأتي بجديد إذا قلنا أن « Culture « هي «ثقافة» وهل نترجم كلمة» Développer» بكلمة «تفعيل» ؟، وهنا أيضا لن نأتي بجديد إذا قلنا أن كلمة « Développer «تعني «تنمية»، ذلك أن هذه الترجمة تعطي معنى متحجرا ومنغلقا ومحدودا فنحن لا زلنا نتحدث عن «ثقافة الديمقراطية التشاركية»، بمعنى آخر نريد من أصحاب القرار أن يتشبعوا أولا بثقافة المقاربة التشاركية، ثم بعد ذلك نمر إلى تطبيق مبادئها16،كما أن كلمة» Développer» التي تعني» تنمية «وليس» تفعيل»، لأن التفعيل يقتضي وجود الشيء جاهزا وناضجا لا ينقصه إلا الأجرة والتفعيل وإنما كلمة تنمية تعني أن الأمر لازال ناقصا ويحتاج إلى زيادة والى إضافة تقوي مركزه. وعليه فإننا دعونا في البداية إلى تنمية ثقافة المقاربة التشاركية الشيء الذي يؤسس ضمنيا إلى أن العمل بهذه الديمقراطية لازال بعيد المنال مادامت ثقافته لم تنمى بعد. الادعاء الخامس: في قضية الخدمات الاستشارية انه كما هو معلوم دوليا, فإن الأستاذ الجامعي لا يقتصر دوره على التدريس فقط بل يتعداه إلى إسناد الخبرة لبلده ومساعدته في بعض القضايا التي تحتاج إلى خبرة متقدمة ومتخصصة، بل أن القانون يسمح بذلك ويضع له شروطا تجعل هذه المساهمة مقيد بمجموعة من الضوابط والإجراءات الواجب احترامها كالحصول مثلا على التراخيص وعدم الإخلال بالمسؤولية الأصلية وعدم الجمع بين وظيفتين كأن يكون الباحث مثلا مسيرا أو صاحب مكتب للدراسات وفي نفس الوقت أستاذا جامعيا، فمعدا ذلك فالأستاذ يمكنه بل من الواجب عليه تجاه وطنه مد يد المساعدة في أمور تخصصه. هذا على العموم ، أما عن الخدمات الاستشارية التي تحدث عنها الاستاذ صاحب كتاب الاقتصاد الاجتماعي بالمغرب، فإننا لا ندري هل هو ضدها أم معها ، إذ أننا نجده في كتابه يتهكم من الأمر ونجده تارة أخرى يساهم بها، ذلك أننا نذكره فقط بمثال واحد أقتصر عليه لأني رأيته بأم عينه بل شاركت فيه إلى جانب الأستاذ وهو ما أنجزناه بمعية زملاء آخرين ومعهم الأستاذ من استشارة في إطار الدراسة التي قمنا بها و قدمنا فيها خدمة استشارية مؤدى عنها على سبيل التعويض وليس الأجر، و الله عز وجل يقول « يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون « هوامش: 1 كريم 2 INDH 3 نعتقد أن الصحيح هو قول المسؤولين عن المبادرة وليس على المبادرة 4 كريم 5 INDH 6 كريم 7 INDH 8 هذا خطأ شائع عند الناس لا ينبغي للباحثين نقول في ضوء وليس على ضوء 9 كريم ص 27 10 لقد شارك في هذه الدراسة حوالي 40 طالبا وطالبة بشكل تطوعي يتابعون تكويناتهم في مجال الإحصاء والتنمية المحلية والسياسات العمومية والعمل الاجتماعي( أنظر ملحق الدراسة بالصفحة 207-208 11 حوالي 2020 سيناريو يمكن الاستناد إليها لبناء سياسة استشرافية للعمل التشاركي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 12 إننا ندرس أبناءنا الطلبة ونقول لهم في تعريف الفرضية الإحصائية ما يلي l?hypothèse est une relation supposée existante 13 انظر في هذا الصدد إلى مقالتنا الصحفية بالجرائد الوطنية التي عبرنا فيها مند انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عن رأينا في تسيير وتدبير هذه المبادرة 14 حينما تطلب من شخص أن يبذل مجهودا خير من أن تقول له انك ضعيف أو دون المستوى. 15 الخضوع والالتزام شيء والتبني شيء آخر, تبنى بالفرنسية يا أستاذ هو il a adopté 16 الديمقراطية التشاركية تحتوي على عدة مبادئ وليست هي مبدأ في حد ذاتها