تعاني أحياء مدينة العيون من ظاهرة انتشار الذباب والبعوض، خصوصا العيون السفلى، بحكم قربها من وادي الساقية الحمراء، حيث تتجمع مياه عين الساقية الحمراء والحشائش الضارة التي تزيد من تكاثر البعوض والحشرات الزاحفة وكذا انتشار المواد العضوية الملوثة التي تخلف آثارا سلبية على البيئة، إذ أضحى الوضع العام للمدينة سيئا للغاية نتيجة تكاثر الذباب الناقل للأمراض، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها مدينة العيون بعد تساقط الأمطار الأخيرة، مما حتم على المواطنين مصاريف مالية إضافية من أجل شراء المبيدات لمكافحة الذباب والبعوض وتجهيز نوافذ منازلهم بالشباك الشفاف المعروف ب«الموستكير». ورغم المجهودات المبذولة من طرف الجهات المعنية من خلال الرش، إلا أنها اصطدمت بكثير من المعوقات أدت إلى انتشار هذه الحشرات الضارة بشكل كثيف. وقد تجولنا داخل بعض الأحياء والأسواق للوقوف على حجم المشكلة وأساليب المعالجة، حيث اتصلنا بالمواطن عبد الرحمن أجهيل جزار بحي خرسيتو، الذي قال: منذ سنوات لم أعرف شيئا اسمه البعوض أو الذباب، لأن الرياح تساهم في إبعاد كل الحشرات الخفيفة. لكن الأيام الأخيرة عرفت تدهورا كبيرا على مستوى النظافة. لهذا أدعو الجهات المسؤولة إلى تكثيف رش المبيدات وتشذيب حشائش الوادي وحرقها وفرض عقوبة على كل مواطن وضع الأزبال في أماكن عامة أو بعد مرور شاحنات جمع النفايات». من جهته، يقول لمرابط سيدي، طالب جامعي، إن مدينة العيون قد انحرفت بشكل كبير إلى الأسوأ على مستوى النظافة قياسا بحال المدينة سابقا، وذلك راجع لعدة أسباب، أهمها تبدل سلوك المواطنين وعدم اهتمامهم بأمر النظافة والتوسع العمراني والنمو الديمغرافي، حيث انتقلت المدينة في ظرف وجيز إلى حاضرة مترامية الأطراف، أضف إلى ذلك تكدس السكان ببعض الأحياء أغلبهم نشأ على عادات سلبية ومختلفة وسلوك خاطئ تجاه البيئة إلى أن وصل الحال إلى ما وصل إليه الآن» . الأغظف سيدي عالي ممرض، عزا مشكلة انتشار الذباب إلى «الأمطار الأخيرة التي شهدتها المدينة، خصوصا على مطرح النفايات بضواحي المدينة، حيث توجد البيئة الصالحة للتوالد وانتشاره عبر مختلف الأحياء. والقضاء عليه رهين برش المطرح بالكامل عدة مرات في الأسبوع». إنها آراء بعض المواطنين التي تشير إلى انهيار البيئة بهذه المدينة وتوضح الأسباب التي أدت إلى ذلك.