أعلنت وزارة التربية الوطنية عن قرارها القاضي بنشر لائحة بأسماء المحتلين للسكنيات الوظيفية والإدارية حسب النيابات والأكاديميات على الموقع الرسمي للوزارة. وتأتي هذه الخطوة بغية إطلاع الرأي العام الوطني والتعليمي عليها، والكشف عن هوية الموظفين المستغلين لها بدون سند قانوني، والذين مازالوا يحتلونها بالرغم من إنهاء مهامهم أو إعفائهم منها أو انتقالهم للعمل بمدن أخرى أو إحالتهم على التقاعد. وجاء هذا القرار بعد أن اتخذت الوزارة كل الإجراءات الإدارية والقانونية الجاري بها العمل مع المحتلين للسكنيات الوظيفية، والتي مكنتها من استرجاع 1069 سكنا إلى حد الآن، استفاد منه موظفون جدد، في الوقت الذي توجد فيه دعاوى قضائية أخرى جارية وأحكام قضائية لم تنفذ بعد من أجل استرجاع أكثر من 1200 سكن وظيفي وتربوي . إلا أن الخطير في الأمر أن هذه السكنيات الوظيفية أو التربوية يتم استغلال بعضها من طرف بعض الموظفين السامين خاصة بمدينة الرباط وفي مواقع ممتازة كالرياض وأكدال وتواركة اللذين أحيل بعضهم على التقاعد، فيما أعفي آخرون كلطيفة العابدة كاتبة الدولة سابقا والمفتش العام ورئيس ديوانها سابقا عبد الإله مصدق وعلي الإدريسي مدير ديوان وزير الثقافة الحالي وعبد السلام زروال مفتش عام سابق متقاعد ورئيس مجلس عمالة صفرو ومصطفى حديكي مفتش عام متقاعد أيضا، ولطيفة اطريشة التي كانت كاتبة عامة في التعليم العالي سابقا . فيما يحتل بعض مديري الأكاديميات سكنين وظيفيين، ويتعلق الأمر بعبد اللطيف الضيفي مدير أكاديمية دكالة عبدة الذي مازال يحتل سكنا بالبيضاء . كما يحتل عبد اللطيف اليوسفي مدير أكاديمية الغرب الشراردة بني حسن سكنا بالبيضاء، بينما علي براد مدير أكاديمية سوس ماسة درعة يحتل سكنا بسلا، فيما يحتفظ محمد ولد دادة مدير أكاديمية فاس بولمان بسكن وظيفي بالرباط ونصر الدين الحافي مدير أكاديمية البيضاء سابقا والمستفيد من التقاعد، يحتل هو الآخر سكنا بالبيضاء ومحمد أكرد مدير أكاديمية كلميم المتقاعد الذي مازال يحتل سكنا وظيفيا بأكادير وأحمد بن زي مدير أكاديمية تادلة أزيلال الذي يحتل سكنا بمراكش، علما بأن مديري الأكاديميات يتوصلون بتعويضات عن السكن في الوقت الذي لا يؤدون ثمن كراء المساكن المحتلة دون موجب قانوني . ويأتي في المرتبة الثانية من حيث احتلال السكن الوظيفي، نواب الوزارة حيث يحتل إبراهيم بنشرقي نائب سيدي بنور سكنا بتمارة ومحمد تياويل نائب متقاعد سكنا بالمحمدية. وما ينطبق على تياويل ينطبق على محمد جناح بينما مازال ابراهيم جواهري نائب آسفي السابق يحتل سكنا بهذه المدينة رغم انتقاله الى أكادير، فيما ناجي السكري يحتل سكنا بهشتوكة رغم أنه يستفيد من سكن بأكادير، حيث يشتغل نائبا بها فيما مازال النائب المعفى من مهامه أحمد البياض يحتل سكن تطوان وكمال لحلو يحتل سكن النائب بمكناس وإبراهيم الليمناني نائب تارودانت المتقاعد، فيما يحتل نائب الخميسات وحيد دامي سكنا بخريبكة ومصطفى أعذري نائب بمراكش الذي مازال يحتل سكنا بأكادير والنائب المتقاعد الحسين الغول الذي يحتل سكن وجدة منذ أكثر من 10 سنوات، وعبد اللطيف شوقي نائب تطوان الذي يحتل سكنا وظيفيا آخر وربيعة الصالحي نائبة المحمدية التي تحتل سكنا بالرباط والنائب المعفى من مهامه نورالدين كويحيا الذي يشغل في نفس الآن كاتبا جهويا لحزب العدالة والتنمية بمراكش، ويرفض باستمرار إفراغ السكن الوظيفي بمراكش . وما ينطبق على المسؤولين المركزيين ومديري الأكاديميات، ينطبق على نواب الوزير فيما يخص أداء واجبات الكراء للدور المحتلة .إلا أن الغريب في أمر احتلال بعض المساكن هو تواجد محتلين لا تربطهم أية علاقة بوزارة التربية الوطنية من بينهم ضابط أمن وحارس أمن خاص ومندوب وزارة الشباب والرياضة وأجانب وموظفون بوزارة الداخلية، مما يؤكد أن الفوضى هي التي ظلت سائدة على عهد مسؤولي الوزارة الذين لم يعيروا أدنى اهتمام لممتلكات الدولة، فيما يحتل موظف حجرة دراسية منذ أكثر من عشر سنوات بينما يعرقل آخر إنشاء إعدادية باحتلاله مسكنا وظيفيا. وتبقى الإنذارات المرسلة وعدم تنفيذ أحكام نهائية وعدم اتخاذ أية إجراءات تذكر ودعاوى قضائية جارية، أهم سمات ملفات مستعجلة تستدعي تدخلا قويا من أجل استرجاع أملاك تساوي مئات الملايين تستغل مجانا ومنذ عشرات السنين.