حقق فريق الرجاء البيضاوي في أول ظهور له على مستوى المنافسات العربية فوزا عريضا، وهو فوز أرسل من خلاله الفريق الأخضر إشارات قوية على أنه ماض نحو التنافس بقوة على معاودة معانقة اللعب العربي الذي سبق للخضر أن فازوا به موسم 2007... إن الطريقة التكتيكية، والأسلوب التقني، والحضور البدني، فضلا عن التهييء النفسي.. عوامل كشف من خلالها الفرق الأخضر، أنه مستعد على كافة المستويات، وأنه ينافس بقوة على كل الواجهات محليا وعربيا وقاريا، وحتى عالميا، إذا أمكنه الظفر بلقب الدوري الاحترافي. فرق الرجاء البيضاوي أبان لاعبوه عن إمكانات عالية، واكتسحوا رقعة الملعب، بل سيطروا سيطرة تترجم التفوق التقني على خصم رسم صورة باهتة، أبان لاعبوه عن تواضع ملحوظ، واضطروا إلى التراجع لتحصين الدفاع، والعودة بأقل الخسارات، لكن حضور البديهة عند لاعبي الرجاء، خصوصا خلال البناء الهجومي بعثر أوراق المدرب يوسف الزواوي، وأتمر خلال الجولة الأولى هدفين بواسطة الهداف محسن ياجور، الأول في الدقيقة 17، والثاني في الدقيقة 38، ولعل انتهاء الجولة الأولى بحصة هدفين مقابل لا شيء، حصيلة تترجم التفوق الميداني للفريق المحلي الذي عرف كيف يستثمر امتياز الاستقبال لفائدته. هدفان خلال الشوط الأول مؤشر على أن الآلة الرجاوية ستتحرك أكثر خلال الجولة الثانية في ظل - طبعا - المرتفعة والتشجيعات الجماهيرية، الخلاصات التقنية والتكتيكية.. وبالفعل استطاع لاعبو الفريق الأخضر أن يفرضوا سيطرتهم، و يستأسدوا على حساب النادي البنزرتي. ويضيفوا هدفين آخرين بواسطة اللاعب المارد عبد الإله حفيظي في الدقيقة 78 والمهاجم البديل حمزة بورزوق في الدقيقة 89. فوز الرجاء بحصة عريضة أربعة مقابل لا شيء مؤشر على أن الخضر سيخوضون مباراة العودة بارتياح كبير ماداموا قد وضعوا أولى الخطوات على درب التأهل لدور المجموعات، وإن كان المدرب فاخر له رأي آخر، حيث أكد في تصريح له عقب نهاية المباراة أن ورقة التأهل مازالت معلقة، وأن الحسم فيها مؤجل إلى لقاء العودة بتونس، لكنه استدرك قائلا «إن النتيجة المسجلة الآن تجعلنا مطمئنين، وأكثر ارتياحا. وأشكر اللاعبين على المجهودات التي بذلوها، وعلى انضباطهم التكتيكي في جميع الخطوط»، و لم يخف فاخر الأسلوب الذي اعتمده، حيث أكد أنه طالب اللاعبين بتجنب الكرات العالية، واختيار التمريرات الأرضية، وأضاف في معرض أجوبته على أسئلة الصحفيين «الفريق التونسي سيظهر بوجه أحسن خلال مباراة الإياب، وعلينا أن نكون حذرين أكثر، فالمنتخب الألماني كان متفوقا بنتيجة أربعة أهداف لصفر على المنتخب السويسري، إلا أن المباراة انتهت بالتعادل». ومن جانبه أكد المدرب التونسي يوسف الزواوي أن هزيمة فريقه جاءت من أخطاء دفاعية، لكنه اعترف بقوة الرجاء البيضاوي موضحا في ذات السياق «الخصم كان متفوقا تقنيا، ولعل الصورة التي ظهر بها الفريق الأخضر، إذا مارسها في كل المباريات فإن اللقب المحلي سيكون من نصيبه». تجدر الإشارة إلى أن مباراة الذهاب التي جمعت الرجاء البيضاوي والنادي البنزرتي وقادها الحكم الجزائري حيمودي تابعها جمهور غفير من بينه حوالي أربعمائة مشجع تونسي.