حولت شاحنة محملة بالاسمنت سيارة خاصة إلى كومة حديد أصيب سائقها ومرافقه بجروح ، وذلك إثر اصطدام قوي تسببت فيه الشاحنة التي انحرفت عن مسارها بعد فقدان سائقها السيطرة عليها بسبب خلل في الفرامل وتدهور حالتها الميكانيكية البين! الحادثة وقعت بالمدار الطرقي الذي شيدته بلدية ابن احمد حديثا، حيث كانت الأشغال جارية بتبليط ممر الراجلين فتم إغلاق جزء من الممر الطرقي بحواجز لحماية الطلاء الأبيض، دون الاخذ بعين الاعتبار الضغط الكبير الذي تعرفه الطرق بالمدينة يوم الاثنين الذي يعد يوما استثنائيا كونه يعرف إقبالا كبيرا على السوق الأسبوعي. وفي بحر نفس الأسبوع وقعت حادثة مماثلة بشارع مولاي عبد العزيز، حيث صدمت شاحنة عربة مجرورة وسيارة خاصة، وقد تحكم سائقها ، الذي تحلى بالشجاعة ، في المقود وهو يصيح بأعلى صوته منبها المارة بإخلاء الطريق لعدم قدرته على السيطرة عليها إلا أن وصل الى بر الامان بمكان خال من المارة! حوادث كثيرة شهدتها المدينة خلال السنة التي نودعها تسببت فيها الشاحنات، ولايزال السكان يتذكرون تفاصيلها المحزنة ويعزون أسبابها للحالة الميكانيكية و غياب المراقبة والصرامة للأجهزة المختصة تقنيا و التواطؤ الواضح لبعض المسؤولين الذين يغضون الطرف عن المخالفات اليومية على الطريق دون احترام لقانون السير وقانون التوقف، حيث يتم ركن هذه الشاحنات في الاتجاه المعاكس على منحدر خطير، موجه نحو وسط المدينة الذي يعج بالمارة والباعة المتجولين ومختلف مستعملي الطريق، فمن هذا المنحدر بالضبط تفقد هذه «المقاتلات» فراملها فتنطلق صوب الأبرياء مخلفة ضحايا في الأرواح وفي الممتلكات وأسر مكلومة، مع مأساة سائقين مغلوبين على أمرهم يضيع مورد رزقهم. إذ مازال الرأي العام المحلي يتذكر الحادثة المميتة التي أودت بحياة طفل كان متوجها نحو مدرسته رفقة أخته التي أصيبت هي الأخرى بجروح خطيرة. فمن يقف وراء التسيب الذي يتمادى فيه أصحاب هذه الشاحنات المهترئة دون رقيب أو حسيب؟ ونثير انتباه بعض المسؤولين إلى أن تضاريس المدينة عبارة عن منحدرات و مرتفعات تستوجب الحزم والصرامة وفق مقاربة احترازية ورقابية صارمة، كما يجب اعادة النظر في انشاء المدارات بالاعتماد على ذوي الخبرة في الهندسة الفنية الفعلية وليس على «الهندسة» الادارية المفتقدة للحد الادنى من الدراية التقنية والفنية، فإنشاء مشاريع إصلاحية يفقدها تطفل البعض غاياتها .