أعلنت شبكة فيسبوك للتواصل الاجتماعي أنها تخطت عتبة المليار مستخدم نشط في الشهر، محطمة بذلك رقما قياسيا سابقا وأعلن رئيس «فيسبوك» ومديرها العام، «مارك زوكربرغ»، في رسالة نشرها في منتصف سبتمبر الماضي على موقع الشبكة الالكتروني «بدءا من هذا الصباح، بات أكثر من مليار شخص نشط يستخدم فيسبوك شهريا». وأضاف أن «مساعدة مليار شخص على التواصل مع بعضهم البعض لهي أمر مذهل يدعو إلى التواضع. إنه بالفعل أكثر ما يشعرني بالفخر في حياتي». وأوضحت «فيسبوك» أنها تخطت عتبة المليار مستخدم تحديدا في 14 سبتمبر عند الساعة 19,45 بتوقيت غرينتش. وأوضح المحللون التابعون لموقع وول ستريت الالكتروني أن «شخصا واحدا من أصل سبعة في العالم هو عضو اليوم في «فيسبوك». وأشاروا أنه فيما باتت بعض الأسواق كالولايات المتحدة «شبه مشبعة»، لا تزال الامكانيات كبيرة في الصين التي تفرض رقابة على «فيسبوك» أو في روسيا التي زارها مارك زوكربرغ للمرة الأولى الشهر الماضي. وأشارت الإحصاءات المعلنة بالتزامن مع بيان زوكربيرغ إلى أن نحو 600 مليون شخص يستخدمون الموقع من خلال الهواتف المحمولة . كما يمثل النمو المستدام أمرا بالغ الأهمية إن أرادت «فيسبوك» الحفاظ على قيمتها بعد ان سجل سعر سهم الشركة تراجعا الى نحو 22 دولارا من السعر الافتتاحي الذي كان 38 دولارا. ويتوقع المستثمرون أن تبحث الشركة عن سبل جديدة تفضي الى زيادة عدد مستخدميها بالفعل في الوقت الذي تسعى فيه الى اجتذاب مستخدمين جدد من العالم في مناطق لا تتمتع بانتشار فيها. وقالت ادين زولر، محللة لدى شركة (اوفام) للبحوث التكنولوجية «يمثل التحدي الرئيسي لفيسبوك ليس زيادة عدد المستخدمين فحسب، بل هو تعميق وإثراء التواصل، وهذا أكثر أهمية.» وعلى الرغم من كون الموقع يمثل حتى الان أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم، مازالت هناك مناطق رئيسية مثل الصين وروسيا تحتل شركات منافسة محلية الخيار الافضل لدى المستخدمين فيها. وسوف يعني نجاح «فيسبوك» في الصين سحب البساط من تحت أقدام موقع (رين رين) الذي يضم اكثر من ثلاثين مليون مستخدم وربما ايضا خدمة (سينا ريبو) الموقع الشبيه لتويتر الذي يضم ما يزيد على 300 مليون مستخدم. و يستهدف موقف «فيسبوك» في افريقيا استخدام الهواتف الاساسية التي لا تستطيع عرض الموقع بكامل مميزاته، بل تستخدم بدلا من ذلك طائفة خاصة من مميزات الموقع. وفي اسواق الدول المتقدمة يمثل احد مسارات تحسين مشاركة المستخدمين ما يتعلق بطرح مزايا جديدة تتيح الاستفادة من كميات البيانات الشخصية الهائلة لكل مستخدم ل»فيسبوك». يذكر ان فيسبوك نهض في الاسابيع الاخيرة بمراقبة السوق العالمية الفعلية للاعلان على الموقع، وهي بمثابة جهود أساسية لإقناع الشركات التي تستثمر في الموقع بعدم إهدار المال. وقالت زولر «بلا شك يقبع فيسبوك فوق منجم ذهبي لبيانات المستهلكين المرتقبين، لكن هذا المنجم قد يكون في الوقت عينه حقلا للالغام. نحن نعرف ان فيسبوك دوما يدفع باتجاه توسيع حدود ما يعتبر مقبولا فيما يتعلق بسرية البيانات، على الرغم من مزاعمه المناقضة لذلك.» وفي المملكة المتحدة يتردد أن الوزراء يفكرون في استخدام «فيسبوك»، إلى جانب وسائل أخرى ، باعتباره وسيلة رسمية لتحديد هوية الشخص الذي يطلب أي خدمة عامة عبر الانترنت.