دعت، في بداية شهر شتنبرالماضي من الرباط، خمسة أندية منضوية تحت لواء الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، وهي: النادي السينمائي سيدي قاسم، النادي السينمائي بالقنيطرة، نادي مرتيل للسينما والثقافة، النادي السينمائي بخريبكة، نادي دون كيشوط للسينما بطنجة، إلى عقد جمع عام استثنائي، يوم السبت 13 أكتوبر 2012 في الساعة العاشرة صباحا، بقاعة الخزانة السينمائية بالمركز السينمائي المغربي. خطوة إيجابية، تعيد النقاش السينمائي من وسط وحول الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، نأمل هذه المرة أن يكون جاداً، لإعادة الاعتبار لهذه الجامعة التي اضطرتها الظروف العامة والخاصة إلى تعطيل آليات اشتغالها، وعبرها تسجيل عودتها إلى ساحة النقاش العام حول السينما المغربية وشؤونها. هذه الوقفة، المتمثلة في الجمع العام الاستثنائي المقبل، سبقتها وقفات أخرى مماثلة، الأولى عند تخليد الذكرى العشرين لتأسيس الجامعة سنة 1993، والثانية مع الاحتفاء بالذكرى الفضية لمرور خمس وعشرين سنة على التأسيس سنة 1998، كذلك إلى جانب النقاشات التي سبقت هذه المحطة التنظيمية المقبلة بكل من طنجة (على هامش المهرجان الوطني للسينما)، القنيطرة (محطة الدورة الخامسة للفيلم القصير بالقنيطرة)، الرباط (لقاء المكتبة الوطنية)، خريبكة (مهرجان السينما الافريقية)...، بالاضافة إلى مجموعة من الكتابات والقراءات ووجهات النظر التي قدمها أعضاء بالجامعة وأنديتها.. وفي تأملنا لكل هذه الوقفات، كانت بهدف تطوير آليات وهياكل هذه المنظمة الثقافية الهامة، التي استطاعت أن تسجل بفعلها الثقافي السينمائي، شاركت فيه فعاليات سينمائية وأسماء وكفاءات وطنية، بل تجاوز هذا الفعل المراكز الحضرية الكبرى ليكون مصدر إشعاع في مجموعة من المدن والقرى الصغيرة في فترات معينة، ومن منا لايتذكر ذلك الزمن الذي كانت فيه الأفلام السوفياتية والبلغارية والبولونية والبرازيلية والشيلية والألمانية والعربية وغيرها من السنيمات الوطنية تعرض على طول خريطة المغرب. ويكفي أن نستحضر أسماء أندية سينمائية كانت تعمل في مدن مثل: جرسيف، المنزل، غفساي، الكارة، زاوية الشيخ، كلميم، تاوريرت، تاهلة، أولاد تايمة ...، لنعرف مدى الامتداد الذي عرفته حركة الأندية السينمائية بالمغرب في فترة السبعينيات والثمانينيات، وذلك بهدف نشر الثقافة السينمائية. إن هذه الجامعة العتيدة التي تشرف على إتمام أربعين سنة من عمرها، تحتاج إلى أكثر من وقفة لمراجعة دورها والوقوف عند مراحلها التاريخية المختلفة قصد توثيق عملها، وهو الأمر الذي يستدعي مشاركة جل الفاعلين في فتراتها التاريخية المتباينة منذ التأسيس إلى الآن. «جواسم» أو الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، كما هي في حاجة اليوم إلى تصور نظري وعملي وفريق ديناميكي منسجم، فلها من القدرة على الاعتراف بالاختلالات، والتفكير بصيغة الجمع، في الآفاق، سيتطلب مساحة واسعة بالصدر والعقل من أجل الإنصات والحوار والتفعيل.. عبر هذا الملف، نقترب من هذه الروح التي عرفنا بها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية وأعضاءها، نسائل هذه الوقفة التنظيمية التي دعت لها خمسة أندية، نستحضر شذارت من ألبوم ذاكرتها.. وننتظر المستقبل.