تتواصل بنيويورك أشغال اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي تناقش عددا من القضايا المطروحة أمامها وبينها النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية . وفي هذا الإطار كشف الممثل الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة ، إريك جانسن ، أول أمس الأربعاء أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة ، أن «البوليساريو» كانت قد وافقت على بحث «حل سياسي قائم على الحكم الذاتي سنة 1996» بجنيف. وأكد جانسن ،العارف بخبايا القضية بحكم رئاسته لبعثة «مينورسو» ما بين عامي 1993 و1998، أن فكرة الحكم الذاتي المقترحة من طرف المغرب حاليا والتي وصفت بالجادة وذات المصداقية من قبل المجتمع الدولي ومختلف قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تم التطرق إليها في الماضي «لكون البوليساريو كانت قد وافقت على مناقشتها في اجتماع سري نظمته بنفسي بجنيف في عام 1996 «. وأوضح الممثل الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة أمام 193 من مندوبي الدول الأعضاء، أن «البوليساريو» أبدت «اهتمامها الكامل» بذلك في ذاك الوقت، لكنها غيرت رأيها منذ ظهور هذا الاقتراح « لافتا إلى أن «البوليساريو ربما لم تستطع أن تقرر لوحدها». واليوم، يضيف جانسن، الذي أصدر الطبعة الثانية من كتابه «الصحراء : تشريح مأزق»، فإن حلا تفاوضيا مبنيا على الواقعية وروح التوافق حول قضية الصحراء يحظى بالأولوية في النظام الإقليمي الجديد الذي يتسم بتغيرات عميقة وبتعرضه لمخاطر «الانفصال والإرهاب والجريمة المنظمة وعدم الاستقرار السياسي». من جهة أخرى تعرض أحد المتدخلين في إطار اللجنة الرابعة للأمم المتحدة بنيويورك، حيث جاء للتنديد بظروف الاحتجاز التي تعاني منها الساكنة الصحراوية بمخيمات تندوف، لتعنيف بمقر الأممالمتحدة على يد أحد مناصري «البوليساريو». فقد تعرض سيدني أسور رئيس منتدى الديانات الثلاث، الموجود مقره بلندن، أثناء تقديمه تصريحا لوسائل الإعلام لحركة دفع عنيفة من قبل أحد المتعاطفين مع الانفصاليين، الذي فر بعد فعلته. واستدعى الأمر من أسور، الذي ترنح بشكل ملحوظ بفعل خشونة هذه الحركة، إلى إخطار مكتب الأمن التابع للأمم المتحدة بالحادث. وتأكد لأسور أن ندرة وقوع حادث من هذا النوع بمقر الأممالمتحدة «دليل» على أن رسالة التحسيس ب»انتهاكات حقوق الإنسان في تندوف» قد وصلت. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر أسور عن غضبه من وقوع مثل هذا الحادث داخل صرح هذه المنظمة العالمية، التي تعتبر منتدى للأفكار وحرية التعبير واحترام الرأي الآخر. يذكر أن أسور كان قد أكد خلال مداخلته أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، أنه حاول عدة مرات زيارة مخيمات تندوف للاستفسار عن أوضاع الساكنة، لكن دون جدوى.