سر ما في اسم تشي غيفارا سر أقول، لأن فيه أسماء أخرى ليست دائما حسنة الصيت والصورة، تشي توحي إلى الشيخ، وهو تحول كبير من ثقافة المد اليساري التقدمي الثوري البلانكي التروتسكي اللينيني، وهلم جرا إلى كومونة باريز، إلى ثقافة الشيخ، لكن الاسم وحده فيه أسماء تغري بالانتحال.. في اسم تشي غيفارا، بقي لدى البعض شيفارا. واقرأها كما تشاء، تحول من قمة الثورة إلى قاع الشكارة، وفيه، أيضا، وهذا من إغراء ثوري غيرمعروف المصدر، فارة. واقرها، كما تشاء أيضا، لكن تحول من قمة الشجاعة إلى أول جدار، وأول ثقب في أسفل الجدار. وأحيانا أخرى، أول طاولة ممددة تحت حاسوب.. وتلك هي السرية الجديدة. ثوار بلحي مفترضة يحملون كلاشنيكوف محتمل، ويعملون في سرية إلكترونية من أجل قلب العالم وتغييره .. لم لا؟ فذلك، أيضا، من بقايا سحر غيفارا. غيفارا اليوم ينافس براد بيت على صدر المراهقات في كل القارات، وينافس مهند في قلوب التركيات والخليجيات اللواتي يستوردن كل شيء بما في ذلك الصبابة والهوى ورائحة بن الملوح. غيفارا الصديق القديم لمن يريد الاستشهاد، عاد قميصا جديدا. لكل الأنبياء، لكل الديانات قمصان، كما للأوصياء قمصان يدور بها الذين يحبون السلطة من بعدهم. للمسيح قميص، ولعثمان الجليل قميص، ولغيفارا في كل عواصم العالم قميص.. غيفارا اليوم، مع كل ما يمكن أن يقال مازال مسيح الثورة المغدورة في أدغال بوليفيا.. وفي أدغال العالم الحديث. من يصدق أن غيفارا كان في المغرب واعتقل هنا، أيام المرحوم عبد الله إبراهيم، وكان رئيسا للحكومة وقتها؟ كان ضيفا عليه، واعتقلوه وقتها، وكان لابد للسيد الرئيس من التدخل لكي يضمن للضيف حريته؟ من يذكر؟ من يقارن ؟ من يبحث عن غيفارا بعد أن أصبح زعماء الفقيد ادريس البصري مرجعية في الثورة اليوم من أجل مغرب بلا فساد، ولا ميزانيات سوداء، سدنة المعبد والعبادة والطهرانية، بعد أن ورثوا كل المال الذي به يتموقعون؟ من كان يعتقد بأن الذين كانوا يهزون أذيالهم أمام موائده سيصبحون أساتذة في إعطاء الدروس؟ ألسنا في حاجة إلى غيفارا، لكي يهش على كل «فارة»، فارة ليذهب إلى حال سبيله .. ويترك دروس الاستقامة لأهلها؟ ما مناسبة هذا الحديث؟ إنها ذكرى رحيله يا رفيقي!! هل نسيت؟