لايزال عشرون رجل أمن يتلقون العلاجات، وعدد منهم يوجد في حالة صحية جد متدهورة، حسب مصادر مطلعة، وذلك بعد إصابتهم في الاشتباكات التي اندلعت زوال أول أمس الثلاثاء، وما عرفته من مواجهات عنيفة بين مختلف تشكيلات القوات الأمنية وساكنة حي أرض الدولة بمقاطعة بني مكادة بطنجة. وقد تم اعتقال أربعة عشر شخصا من المتورطين في مهاجمة القوات العمومية والأمنية، وتم الاستماع إليهم في انتظار إحالتهم على أنظار مصالح النيابة العامة. وتعود تفاصيل الواقعة إلى قيام السلطات العمومية بتنفيذ حكم قضائي بإفراغ أحد المنازل تعود ملكيته لمهاجرة مغربية تشتغل في بلجيكا، وكانت حصلت على حكم قضائي قبل سنة ونصف، وظلت تنتظر تنفيذ الحكم دون جدوى إلى أن اتجهت لوزارة العدل، وبموجب ذلك تحركت مصالح النيابة العامة بطنجة التي ألحت بشدة على تنفيذ الحكم. وعند الشروع في تنفيذ المقرر القضائي تدخل سكان الحي، المعروف بكونه أحد معاقل السلفية الجهادية، لعرقلة تنفيذ الإفراغ مما نجم عنه اندلاع أحداث شغب خطيرة أسفرت عن إضرام النار في الشوارع، وتخريب بعض المؤسسات منها وكالة بنكية، وإحراق العديد من السيارات. وتحدثت مصادرنا عن احتجاز سكان الحي لأحد أعوان السلطة، الذي لاحقه المعتدون للمستشفى وقاموا بضربه على مستوى أنفه وفمه.. خطورة الاشتباكات فاجأت القوات العمومية التي اضطرت لاستعمال القنابل المسيلة للدموع في محاولة منها للسيطرة على الأوضاع. ولم يتم، حسب مصادرنا، تسجيل أية إصابة في صفوف سكان الحي.. وتشهد المنطقة منذ اندلاع تلك الأحداث، توافد التعزيزات الأمنية لتطويق المنطقة تخوفا من امتداد الأحداث إلى مناطق أخرى.