قرر أساتذة التربية البدنية بثانوية محمد الخامس للتعليم الأصيل بخنيفرة، هذه السنة، استقبال الموسم الدراسي بوقفة احتجاجية إنذارية، والتي لم يتخلف باقي أساتذة المؤسسة عن الانخراط فيها من باب التضامن والمساندة، حيث عبر المحتجون من خلال وقفتهم عن رفضهم القوي ل»إقصاء مرافق وملاعب التربية البدنية من برنامج تهيئة الثانوية، رغم وضعيتها المتردية». ولم يعثر المحتجون على أدنى تفسير حيال «استثنائها من أشغال الإصلاح والترميم التي شملت كل بنايات المؤسسة، بما فيها المساكن الوظيفية». وفي هذا الصدد قام عدد من أساتذة المؤسسة بتفقد وضعية ملاعب ومرافق التربية البدنية في إشارة واضحة لدعمهم الجماعي للموقف المشروع الذي دخل فيه أساتذة المادة. وصلة بالموضوع، لم يفت بعض نشطاء الشبكة العنكبوتية إطلاق شريط فيديو على موقع «اليوتوب» الشهير، اطلعت عليه «الاتحاد الاشتراكي»، وهو يبرز بجلاء الحالة المتردية التي توجد عليها مرافق وملاعب التربية البدنية بثانوية محمد الخامس للتعليم الأصيل بخنيفرة، مع تعليقات تشير إلى «استفسارات إدارية توصل بها الأساتذة المحتجون على خلفية رفضهم العمل بهذه المرافق»، بينما جاءت مشاهد الفيديو بمثابة جواب عن كل الاستفسارات، حيث الملاعب بأرضية «محروثة» لن تصلح سوى للزراعة، ومستودع للملابس ومكاتب أساتذة المادة لا يمكن وصفها إلا بدهاليز حبس قديم، إضافة إلى حيطان متآكلة وأبواب صدئة لن يساهم فضاؤها في تحسين الأداء والمردودية، ولا حتى في الاحترام الواجب لمادة التربية البدنية أو لمخططات الارتقاء بهذه المادة. ومن حق المتتبعين لاحتجاجات أساتذة ثانوية محمد الخامس التعبير عن قلقهم الشديد في كل مقارنة بين تجاهل وضعية ملاعب ومرافق هذه الثانوية، وما حققه تلاميذ إقليمخنيفرة على صعيد الرياضة المدرسية، ومن ذلك احتلالهم للمرتبة الأولى في البطولة الوطنية للعدو الريفي، والمرتبة الأولى في البطولة المغاربية للعدو الريفي بتونس، والمرتبة الأولى في البطولة المدرسية الخاصة بالتعليم الابتدائي، ثم المرتبة الثالثة في البطولة الوطنية المدرسية لكرة اليد فتيان بمراكش، وفي كل ذلك ما يدعو إلى الاهتمام الجدي بالرياضة التعليمية. «الاتحاد الاشتراكي» حملت ملف هذه الأزمة وطرقت باب النيابة الإقليمية للتربية الوطنية بخنيفرة، حيث نفى رئيس مصلحة البناءات والتجهيز والممتلكات استثناء ملاعب ومرافق التربية البدنية بثانوية محمد الخامس من أشغال التهيئة التي هي في طور الإنجاز بالمؤسسة، وأكد أنه «لم يتم التسليم المؤقت للأشغال، وأن نسبة تقدم هذه الأشغال بلغ 80 بالمائة، في إطار الصفقة رقم 12/AREF -DKH/2011»، مكتفيا ذات المسؤول بتطمين المحتجين من خلال تأكيده على «أن الأشغال الجارية تشمل الملاعب والمرافق المذكورة»، حسب قوله. وفي ذات تصريحاته، لم تفت مسؤول مصلحة البناءات بالنيابة الإشارة إلى قيامه، ضمن لجنة نيابية، رفقة المهندس المعماري المكلف بالمشروع ومفتشي التربية البدنية، بمعاينة ميدانية، في حضور مدير المؤسسة، وسجل، حسب رأيه، ما يفيد أن الملاعب «صالحة لممارسة الرياضة مؤقتا في انتظار شروع أشغال التهيئة في إصلاحها بدء من مستودع الملابس والملاعب المتبقية».