استمرارا لما وصفوه ب»مسلسل التجاهل غير المقبول للمطالب العادلة والمشروعة»، عادت الشغيلة التعليمية بالثانوية الإعدادية حمان الفطواكي بمريرت، إقليمخنيفرة، إلى تجديد دق ناقوسها في سبيل إثارة انتباه الجهات المسؤولة لمطالبها المتمثلة أساسا في «إصلاح وتوفير البنيات التحية للمؤسسة وتأمينها»، من أجل «خلق أجواء ملائمة للعملية التعليمية- التعلمية»، وقال المحتجون في بيان لهم، حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، أنه «بعد استنفاد العاملين بالمؤسسة لكل الوسائل، تم تسطير برنامج نضالي دشن بوقفة احتجاجية يوم الثلاثاء 25 أكتوبر2011»، وأصدروا بيانا استنكروا من خلاله ما وصفوه ب»التماطل والتجاهل الذي طال ملفهم المطلبي منذ عام 2003»، مع «تشبثهم بمطالبهم العادلة والمشروعة المسطرة في بيان 17 أكتوبر2011»، ودعوتهم لكافة الشركاء والمتدخلين للعمل على حل هذه المشاكل خدمة للمصلحة التلاميذ محور العملية التعليمية – التعلمية، ولم يفتهم التهديد بخوض مختلف الأشكال النضالية التصعيدية إلى حين ترجمة نداءاتهم على بساط الواقع الميداني. وسبق للعاملين بذات المؤسسة أن عمموا بيانا احتجاجيا، حصلت “الاتحاد الاشتراكي” على نسخة منه، وهم يستعرضون فيه ما وصفوه ب “الوضعية المزرية” التي تعيشها هذه المؤسسة، والمتمثلة أساسا في “الهشاشة الكبيرة والفقر الكبير على مستوى البنيات التحتية، ما يعرقل مسار تحقيق أهداف الميثاق الوطني للتربية والتكوين”، رغم أن هذه المؤسسة، يضيف البيان، “كانت السباقة إلى طرح ملفها المطلبي على الوزارة الوصية، إضافة إلى عدم استفادتها من الدعم المخصص لها في إطار جمعية مدرسة النجاح، وغياب الأمن لعدم كفاية أعوان الأمن” حسب البيان الاحتجاجي. وفي هذا الإطار، أعلن المحتجون في ذات بيانهم عن إدانتهم الشديدة لما اعتبروه تماطلا حيال «ملف ترميم وإصلاح المؤسسة»، وجددوا مطالبتهم ب»مستحقات جمعية دعم مدرسة النجاح برسم موسمي 2010/2011 و2011/2012»، كما طالبوا بضرورة توفير الأمن على اعتبار أن عونين فقط تتوفر عليهما المؤسسة غير كافيين مقارنة بحجم هذه المؤسسة وعدد تلامذتها، ويأتي هذا البيان عقب دعوة إلى خوض وقفة احتجاجية، والتشديد على مطالبة الجهات المسؤولة بأخذ ملف الثانوية الإعدادية حمان الفطواكي محمل الجد لتأمين الزمن المدرسي. أمام هذا التصعيد تم إيفاد لجنة من النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخنيفرة إلى المؤسسة، وهي مكونة من ثلاثة أشخاص يرأسهم، رئيس مصلحة البنايات، حيث تمت معاينة الوضع عن كثب، وأمهل المحتجون للمسؤولين فترة «تمتد إلى غاية نهاية العطلة المقبلة»، وإلا «ستستمر المعارك الاحتجاجية بشكل تصاعدي غير مسبوق بما في ذلك مقاطعة الامتحانات»، حسب المحتجين. «الاتحاد الاشتراكي» حملت ملف الثانوية الإعدادية حمان الفطواكي وطرقت باب النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخنيفرة في سبيل التوضيح، هذه التي لم تجد مانعا من تقديم ما يكفي من الإجابات، فعلى مستوى مطلب «تأهيل المؤسسة» أكدت أن النيابة الإقليمية أنها «قامت بالإعلان عن طلب عروض (تحت رقم 7 AREF 6 DKH /11)، بتاريخ 19 أبريل الماضي»، وتمت «إحالة ملف الصفقة على مصالح الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لأجل التأشير والمصادقة»، وفي انتظار توصل النيابة الإقليمية بها، «قامت مصلحة البناءات والتجهيز بهذه النيابة بزيارة ميدانية للثانوية الإعدادية حمان الفطواكي، حيث تفقدت جميع مرافق المؤسسة»، وخلالها أكد رئيس المصلحة لأساتذة المؤسسة «أن أشغال الإصلاح والترميم ستنطلق قريبا»، مستعرضا أهم الأشغال التي «سيتم إنجازها للرقي بهذه المؤسسة كباقي المؤسسات التي شملتها عملية التأهيل في إطار البرنامج الاستعجالي (المشروع E1P3 )»، على حد تعبير مصادرنا بالنيابة. وفيما يخص «منحة جمعية مدرسة النجاح»، قالت مصادر النيابة «إن الأكاديمية الجهوية قد صرفت هذه المنحة بتاريخ 28 أبريل 2010، تحت رقم 127/ 10، غير أن خطأ وقع على مستوى عملية تحويل هذه المنحة حال دون إتمامها»، وهذا الخطأ، تضيف مصادرنا، طال مؤسسات أخرى وردت على نفس اللائحة المتضمنة لاسم الثانوية الإعدادية حمان الفطواكي، وفي هذا الشأن سبق لرئيس قسم الشؤون الإدارية والمالية، بمعية رئيس قسم الشؤون التربوية بالأكاديمية الجهوية، والمسؤول على الملف بالنيابة الإقليمية، أن عقدوا اجتماعا برئيس جمعية مديرات ومديرين مؤسسات الابتدائي ورئيس رابطة مديرات ومديري مؤسسات الثانوي، حيث تم «تقديم كافة الشروحات وأسباب الخطأ الخارج عن إرادة الأكاديمية الجهوية، وأن هذه الأكاديمية تعمل جاهدة لمعالجة المشكل» حسب مصادرنا بالنيابة الإقليمية. أما ما يتعلق بالجانب الأمني، قالت مصادرنا المسؤولة بالنيابة إن المؤسسة استفادت على غرار باقي مؤسسات التعليم الثانوي من حصتها من أعوان الحراسة.